هذا العضو الذي يسمى البشرة ، أكبر عضو في الجسم حجمه 2م مربع، وليس مجرد غلاف للجسم بل هو جهاز الحماية من الآفات الخارجية ، وهو مرآة صحتنا ، وهو سريع التأثر بالعوامل البيئية المخربة ، إذا أصيبت الطبقة السطحية منها فإنها تضعف حتى في عمقها وتعجز عن تجديد نفسها وبالتالي تتسرع شيخوختها ، وتؤثر البيئة الملوثة على البشرة وتفقدها عنصر الميكروبيوم وهو نظام من البكثيريا يحفظ صحة وسلامة الجلد ٠
ماذا يحدث للبشرة بسبب العوامل البيئية الضارة؟
العوامل البيئية الضارة التي يتعرض لها الجلد والبشرة هي : التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة ، والتلوث الصناعي ، : الذرات الدقيقة والأوزون والمعادن الثقيلة ، ودرجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة ، والرطوبة والتغذية غير السليمة ونظام الحياة ، التوتر والقلق والعادات السيئة ، وظروف العمل والمواصلات والأدوية وبعبارة أخرى كل بيئتنا الفيزيائية والبيولوجية والإجتماعية بالنسبة لجميع الأعمار ولا نستثني حتى الجنين الذي لم يخرج بعد للعالم ٠
والباحثون يركزون على أثر هذه العوامل على الجلد وبالتالي على الصحة ككل ، فوجدوا أن جميع الأمراض التي تصيب الإنسان تدخل عن طريق البشرة أو الجلد خاصة الأمراض غير الجينية ، وهي أمراض العصر مثل السرطان و السكري والتهابات القلب والشرايين و الضيقة أو ضيق التنفس ، واكتشفوا أن التعرض المستمر لهذه العوامل البيئية المخربة توقظ الأمراض الجينية وتحفزها ٠
ما أثر هذه العوامل على البشرة؟
إن هذه العوامل البيئية تصيب عنصر الميكروبيوم و تضعف البشرة وتفقدها القدرة على حماية الجسم والنتيجة هجوم الأشعة فوق البنفسجية ، وظهور تفاعلات والتهابات ، وضعف وتراجع إنتاج الإلستين ، وألياف الكولاجين في مستوى الطبقات العليا من البشرة ، وظهور الأمراض الجلدية المزمنة ، وبينت الدراسات في المختبرات الفرنسية أن 9000طفل في 6 ستة مدن فرنسية كانوا قد تعرضوا للتلوث الصناعي فأصيبوا بضيق التنفس وبالطفح الجلدي والإكزيما ، وفي ألمانيا كثير من النساء في مدينة ليبنيز أصبن ببقع الشيخوخة بسبب التلوث والأشعة فوق البنفسجية ٠
الحلول ممكنة لكنها صعبة٠
الدراسات العلمية في مجال العوامل البيئية المخربة ، لازالت في بدايتها ، تركز على التغذية والتوتر ونظام الحياة والعادات السئية ، ويؤكد الخبراء أن الحلول الممكنة هي: النوم الجيد والتغذية المتوازنة السليمة ، وشرب الماء بكثرة ، ومحاربة التوتر بالرياضة المنتظمة ، والنظافة اليومية بمواد التنظيف الناعمة ، وترطيب البشرة بمواد طبيعية وجيدة وغنية بمضادات الأكسدة ، وحماية البشرة من الشمس بكريمات جيدة ، في جميع الفصول وخاصة في الخريف ، هذه كلها حلول ضرورية لكنها ليست سهلة التطبيق فهي تحتاج إلى عزيمة قوية وإرادة صلبة من أجل الإستمرارية٠
خلاصة القول
إن جلدنا أو بشرتنا ليست مجرد غلاف للجسم ولكنها حاجز يمنع الأمراض والإلتهابات من أن تدخل إلى الأعضاء الأخرى وهي معرضة باستمرار إلى التلوث والأشعة فوق البنفسجية التي تضعفها وتصيبها بالإلتهابات الخارجية والداخلية ، لذلك لابد من اتخاذ الإحتياطات اللازمة للمحافظة على صحة الجلد بواسطة النظام الذي أوصى به الخبراء ، وإن كان صعبا ندرب أنفسنا عليه شيئا فشيئا ، حتى نصل إلى تطبيقه بنسبة كبيرة توصلنا إلى بر الأمان٠
انظر ايضا
***********************
***********************
تعليقات
إرسال تعليق