من أبشع صور الحياة الأسرية سوء خلق الأب الذي يتصرف في البيت كأنه وحش كاسر ، يريد إخضاع الزوجة والأبناء ليفرض عليهم مزاجه ورغباته اللامتناهية ، وهنا يكمن المشكل العويص، والابنة هي الضحية بعد الأم ، كيف ذلك؟
الأب السيئ الخلق يحتقر أبناءه وزوجته ويعتبرهم حملا ثقيلا لايستطيع تحمله ، خاصة إذا كانت لديه مشاكل مع نفسه ، إما لمرض نفسي أو عضوي ، أو لسوء خلق وراثي ولخلل في تربيته وطفولته كلها أسباب تجعل الأب سيئ الخلق داخل البيت ويضع قناعا على وجهه عندما يقابل الغرباء أو كل من ليس من أهل بيته، فيظهر الطيبوبة نفاقا وإخفاء لحقيقته٠
سوء الخلق عند الأب مع أبنائه يترك آثارا عميقة في نفوسهم٠
كثير من الفتيات خاصة يعانين من سوء خلق الأب ، حيث يقوم بسب البنت واحتقارها ونعتها بأبشع الصفات ، لا لشيء إلا لأنها تحاول أن تكون محترمة له تتفادى التصادم معه وهي في عمر العشرينات فيحرمها من النفقة عليها ، ويبخل بماله على كل الأسرة ويمن عليهم بما يصرفه ، ويتهمهم بأنهم سبب فقره وخصاصه ويتعبهم بالنقير والنهيق وسوء الخلق ، ومن الأباء من يضيع ماله إما في لعب القمار أو في التدخين وشرب الخمور أو في العلاقات المشبوهة مما يجعل الفتاة الابنة تحمل صورة عن الأب سيئة جدا ، وتسقط هذه الصفات على جميع الرجال ، ويمتلئ تصورها. بصفات الرجل الذي يجب مواجهته ومحاربته فتكره في قرارة نفسها جميع الرجال لأن الأب السيئ الخلق البخيل المتوحش بصم في ذاكرة الابنة بصمات أليمة كلها كراهية و حذر وتوجس وحرمها من الأمن والأمان تجاه فرد من المفروض أن يكون قدوة٠
سوء خلق الأب خطر على الأسرة٠
كل أسرة ابتليت بأب سيئ الخلق ستعاني كثيرا وليس له حل سوى الاستقلال عنه ماديا ومعنويا ، وإذا كان الأمر يتعلق بالفتاة الابنة ، عليها أن تحاول ما أمكن الاستقلال بنفسها ماديا ومعنويا ، كي لاتحتاج مواجهته أو طلب شيء منه ، أما الزوجة فإن الحل سهل جدا وهو الانفصال عنه بدون تردد٠
تعليقات
إرسال تعليق