القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تعالجون مشكلة التلعثم عند الطفل؟

 الأطفال من سن 2إلى 7يمرون من مرحلة اكتساب اللغة، ويحدث لديهم تقطيع الكلام  وهو إعادة مقطع من كلمة أو حرف ، ويحدث لنسبة كبيرة منهم صعوبات أثناء التعبير  مثل تكرار بعض المقاطع ،ويستلزم هذا المشكل  حسن التعامل مع الطفل من طرف الأهل   حتى تمر هذه المرحلة بسهولة  ، ولا تشكل عائقا في الكبر ، ونقدم في هذا المقال رأي  الطبيب الأخصائي في الأمراض النفسية ٠



معنى التلعثم والتأتأة


التلعثم مظهر طبيعي من مظاهر عدم الطلاقة في الكلام ، خاصة عند الطفل في سنواته الأولى وقد تستمر لفترة من حياته، وتظهر على شكل الإطالة في الكلام وترديد  لأصوات  لغوية أو مقاطع  أو كلمات  وانحباس  الكلام ،  ويرافق التأتأة  عادة رمش الجفون  وهز الرأس  واستخدام بدايات مثل:  أأأ٠٠قبل البدء بالكلام، وهذه الحالة لها أسباب  نفسية  يجب على الأهل معرفتها٠


ماهي أسباب التلعثم والتأتأة؟


إنها أسباب نفسية:  وتعود إلى الضغط الذي يمارسه  الأهل على الطفل ، فكثير من الأمهات والآباء لايدركون  تطور الطفل  وتطور النطق لديه  فيجبرون أطفالهم  على النطق  والتكلم قبل الأوان  ،  فينتج عن ذلك توتر الطفل  مما يؤدي إلى التلعثم  والتأتأة ، ويمكن أن تستمر هذه الحالة إلى البلوغ أو الكبر، وتسمى :  ردة الفعل على الضغط ٠

كما أن مواقف الضغط المختلفة   كالشجارات  العائلية  المتواصلة تكون مجهدة للطفل ، ويمكن أن يتلعثم  الأطفال ذوي النطق السليم  إذا حزنوا أو اكتئبوا  ، أو أصابهم الإجهاد  والشعور بالتعب الجسدي الشديد  ٠  ويدل التلعثم  على التعبير عن الصراع   حيث يفترض  أن الأطفال  الذين يعانون من التلعثم  لديهم مشاعر قوية   لا يستطيعون  التعبير  عنها   بسبب عدم ارتياحهم في محيطهم  و الخوف من ردة فعل هذا المحيط  السلبية تجاههم ،   والتخلص من الصراع يعني التخلص من التأتأة و التلعثم  وإذا لم ينتبه المحيط إلى هذه  المسألة  فستصبح معضلة عند الكبر٠


أثر التأتأة  على الطفل؟

إنها مؤثرة جدا ،  لأن الطفل يشعر أنه مختلف عن أقرانه   مما يجعلهم  يستهزؤون منه  ويضحكون  عليه أثناء اللعب  وخلال الدرس  مما يؤدي به إلى الإنطواء  والانعزال  وعدم قدرته على التعبير  وهذا في حد ذاته مسألة نفسية ، وكلما زادت الحواجز  و الضغوطات  النفسية كلما تفاقمت  مشكلة  التلعثم  والتأتأة  ، وإذا اجتنب الطفل الكلام  زاد قلقه وخوفه ، وإذا استمرت هذه الأعراض   وزادت حدتها  ، ظهرت أعراض أخرى مثل التوقف   ، ومشكلة التوقف تستدعي  استشارة  أخصائي  النطق واللغة وأخصائي نفسي ٠

والتلعثم والتأتأة  لاتؤثر على ذكاء  الطفل  نهائيا ، لكن الآثار النفسية  الناتجة عن هذه المعضلة هي التي تؤثر عليه،  خاصة إذا كان الأستاذ في الفصل الدراسي  لم يتفهم  مشكلته  ويبعده عن المشاركة في الدرس  ، فييتعد الطفل  ويمتنع عن المشاركة في أي نشاط دراسي  فيضعف تحصيله ٠


العلاج من التلعثم؟

بالنسبة للأطفال العلاج الوحيد  هو التدريب والترويض  عن طريق تشجيع الطفل  على التعبير  ومساعدته  على عدم  اجتناب الكلام لإعادة ثقته بنفسه ، أمام أقرانه  ومحيطه الدراسي والعائلي ، وعلى الأهل  منذ اكتشاف  تلعثم الطفل  تشجيعه على الحديث  عما يجول بخاطره  وعدم معاقبته لأتفه الأسباب أو التقليل من شأنه واحتقاره أمام إخوته أو أقرانه أو مجمع عائلي أو حتى وحده ،  وقمعه عندما يتحدث أو يناقش   بل يجب تربيته على  حرية التعبير  واحترام الرأي  وعدم استعمال أساليب الإسكات والقمع والضرب ،  ويجب مراعاة  حالته النفسية  من حيث معرفة  أوقات   فرحه  وقلقه  ومعرفة هل هو مكتئب أم  لا ، ونقصد بالطفل البنت  والولد على السواء  ٠إذا كان الطفل يعاني من هذه التربية السيئة  فإنها ستؤثر على حياته العملية والإجتماعية في كبره ، لذلك يجب معالجتها مبكرا  وبانتباه  وذلك بعمل برنامج منزلي تدريبي  مباشر للطفل  للحد من تطور  أعراض هذه المشكلة٠


دور الأهل في علاج الطفل؟

يجب على الأهل  احترام حقوق الطفل واحترام شخصيته كيفما كانت ، وتشجيعه على التعبير  وعدم ضربه وقمعه  ولايجب إجبار الطفل  على الكلام  في مواقف  يخافها أو تجعله  يشعر بالضغط النفسي ، وعلى الأهل ألا يتعجلوا في طلب سلامة النطق عند الطفل  وألا يسخروا من تلعثمه  ومقارنته بطفل آخر  أو مقاطعته عند الكلام  أو تصحيح كلماته ، يجب ترك الحرية للطفل للتعبير عن نفسه حسب استطاعته٠

ويقدم الأخصائي برنامجا تدريبيا بحسب حالة الطفل  ودرجة تلعثمه لمساعدة الأهل على معالجة الطفل ، فإن كانت حالته قد وصلت إلى التوقف لابد للأهل من زيارة الطبيب لأخذ البرنامج التدريبي٠


خلاصة القول

إن مشكلة التلعثم ناتجة عن التربية الخاطئة  ، وعن العنف النفسي والجسدي  الذي يتلقاه الطفل من المحيط العائلي خاصة  ، لذلك لابد للأهل  الوعي بالمشكل  ومحاولة إصلاح أساليب التربية  بعيدا عن العنف اللفظي والنفسي والبدني  وإلا سنخرج للمجتمع أشخاصا معاقين  ذهنيا  ولغويا  ونفسيا   ، وأفضل تربية   لتكوين طفل سليم هي احترام شخصية الطفل كيفما كانت  وتشجيعه ومكافأته على إنجاز ما وحتى على النطق بكلمة سليمة لمنحه الثقة بنفسه ، فالثقة بالنفس هي التي تنمي جميع المهارات لدى الطفل وخاصة المهارة اللغوية٠



***********************


***********************

مواضيع قد تهمك × +
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع