في ظروف الجائحة يمر الناس من صدمات عاطفية من الممكن أن تسبب في الانهيار والإكتئاب ، والتشاؤم ، ولكن الطبيعة البشرية تشمل أيضا النسيان أو التناسي بواسطة التعويض ، والتعويض هو الترفيه وخلق أجواء نفسية تقاوم التشاؤم ، والفكاهة هي أدب التشاؤم كما يقال ، ويوضح علماء النفس هذه المسألة بقولهم إن الضحك هو علامة الأحياء وهو يعوض المرض والموت ، وقوة الفكاهة والترفيه عن النفس لا يعادلها عقار طبي ٠
شروط الترفيه
يقول علماء النفس إن الفكاهة المؤدبة التي لاتخرج عن حدود الترفيه ولايقصد بها الإيذاء ضرورية للنفس بعد مشقة العمل أو التعب أيا كانت أسبابه ، فالإنسان بطبعه يمل بسرعة ويستنفذ طاقته في نشاطاته أو مهامه أو مشاكله ويحتاج أن يجدد طاقته ومزاجه ، ولا تتجدد الطاقة إلا بالترفيه عن النفس عن طريق الفكاهة المنظمة في المسرح أو عروض الضحك الترفيهية ، أو مناسبات عائلية مع الأطفال وشخصية البهلوان أو أنشطة اجتماعية او رياضية حرة ، وغيرها٠٠٠ كل هذه الوسائل الترفيهية تمنح للناس شعورا بالإرتياح حيث تدفعهم إلى الإبتسام والضحك فتستعيد ملامحهم طبيعتها الإنسانية ، بل إن الترفيه يعيد للناس الحياة التي كادت تفقد معناها إذا بقي الشخص في دوامة مشاكل الحياة التي لا تنتهي٠
عواقب غياب الترفيه
يتعرض الأشخاص الذين لايرفهون عن أنفسهم إلى أمراض نفسية خطيرة ، منها كراهية العمل واعتباره عبئا ثقيلا ، والتعرض للأفكار السلبية حول النفس والعالم فبعض الناس يسخطون لأتفه الأسباب ويدخلون في نزاعات باستمرار لأن النفس إذا كلت ملت لذلك لابد من الترويح عن النفس كل حسب استطاعته ، ويحذر علماء النفس من الاستغراق في العمل وبذل مجهود فوق الطاقة وفوق الإحتمال لأن ذلك لايزيد الشخص إلا إرهاقا وتعبا واكتئابا ، والعمل لا ينتهي عند مجهود زائد ، لذلك على كل شخص أن يعطي نفسه حقها من الراحة والترفيه ليحافظ على توازنها ٠
خلاصة القول
الترفيه ليس اختياريا بل هو أمر أساسي لابد من إدخاله في نظام الحياة فكما العمل ضرورة والغذاء ضرورة فالترفيه ضرورة أيضا ويمكن لكل شخص أن يختار الطريقة التي تلائمه في الترفيه عن نفسه ، هناك من تسعده جولة في الحدائق مع النباتات والورود وهناك من يسعده مشاهدة فيلم كوميدي وآخرون يحبون لقاء الأصدقاء والضحك حول مواقف معينة ، ٠٠٠٠المهم ان تجعل لنفسك متنفسا تعيد به التوازن إلى نفسك ومزاجك بعيدا عن قواعد العمل والجدية المفرطة ٠
تعليقات
إرسال تعليق