القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف يعالج الشخص العصبي نفسه بنفسه ؟

 الشخص العصبي شخص  مهزوز الثقة بنفسه  ويشعر بالنقص ، ويعتقد أنه لايتقبل العالم كما  هو ،   وهو شديد الحساسية إلى درجة المرض ، ولايطمئن لشيء ،  ويعتقد أنه مظلوم وكل من حوله لايفهمه  ولا  يتفاهم معه ، وتسيطر عليه الأفكار السلبية  ويتصادم مع الآخرين في  آرائهم ولا يستطيع  إقامة حوار هادئ  ، كل مواقفه انفعالات   يمكن أن يندم عليها بعد حين٠ ويقدم لنا علماء النفس أسباب هذه الحالة المرضية  وبعض الحلول الممكنة لتجاوزها٠



أسباب عصبية المزاج٠


تعود أسباب هذه الحالة إلى التنشئة الإجتماعية   ، ونوعية التربية  حيث   يكون الشخص العصبي قد  عاش حرمانا عاطفيا  وماديا  بشكل من الأشكال  فيكبر معه الشعور  بالنقص العاطفي  كالقبول والتشجيع  ،  الذي كان مفقودا لديه ،    وتظهر العصبية كرد فعل ضد العالم الخارجي  كدفاع عن الذات المحرومة من  العاطفة  الطبيعية والضرورية ٠ وغالبا يلجأ هؤلاء الأشخاص المحرومين  عاطفيا  إلى تعويض هذا النقص بالعنف ،أ والتدخين أوالمخدرات  أو  ارتكاب   حماقات يندمون عليها ٠ وغالبا تفشل علاقاتهم   سواء الأسرية أو الإجتماعية ، أو المهنية ،  و يمكن أن تظهر هذه الحالة عند جميع الطبقات الإجتماعية سواء الأغنياء  أو الفقراء  ،  أو الطبقة المتوسطة ، لأن  التربية والتنشئة  في مرحلة الطفولة هي التي تبني شخصية الإنسان   الراشد ٠



كيف يعالج الشخص العصبي نفسه؟ 


يقول علماء النفس  : لابد للشخص العصبي أن يتبع خطوات محددة رغبة في معالجة نفسه بنفسه  ، أو الاستعانة بكوتش  أو خبير ،   وأول شيء عليه البدء به  ، هو نسيان الماضي وعدم تذكره في كل وقت وحين  وبناء أفكار جديدة    أهمها الكف عن  لوم النفس  واتهامها بالعجز ،  فلا تقل مثلا :  ليس عندي ثقة بنفسي ، أو  أنا عاجز عن فعل كذا ،     بل  قل : سأبذل جهدي لأنجح في هذا العمل   أو  أنا  قادر على فعل كذا ، وقم و افعله بإتقان ، درب نفسك على الإنجاز  وعلى الحوار الهادئ وتقبل الرأي الآخر  ، ربما يكون الأمر صعبا في البداية لكنه ليس مستحيلا ،  وتجنب أن تواجه طفلا صغيرا   بقولك له  :  أنت جبان  ، أو أنت ضعيف  ، أو أنت قبيح ، هذا النوع من الاتهامات للطفل هو الذي يدمر الثقة بالنفس ونكرر نفس المآسي   فننتج شخصا  عنيفا وعصبيا وعاجزا عن مواجهة العالم الخارجي ٠ بينما  يكون الأطفال   متفتحين ومنطلقين  ورائعين إذا كبروا وهم يسمعون   كلمات التشجيع والقبول والحنان والعطف  والمحبة    وتكتمل شخصيتهم   ، ومشاعرهم  ويكتسبون القوة لمواجهة العالم بطرق إيجابية٠

إذا  تعامل الشخص العصبي مع الأطفال بهذه الطريقة التربوية  فإنه يتدرب على تربية نفسه وحملها على  المشاعر الإيجابية   فتنقص حدة المشاعر السلبية التي يحملها عن ذاته٠

الخطوة الثانية هي : القراءة المستمرة ، يوميا يجب على الشخص العصبي أن يتعود قراءة  صفحات من مجلة أو كتاب  أو قصة  فالقراءة  تمنح الدماغ نضجا  كبيرا  وتفتح  وعي الإنسان على عوالم متعددة  ، فتتجدد الخلايا الدماغية وتنشط  ولا تصيبها الأكسدة التي  غالبا تؤدي إلى  حالات التشاؤم والإكتئاب ، وهروبا من هذه الحالات يجب  اتخاذ القراءة نوعا من المعالجة  الذاتية ٠

ثم الخطوة الثالثة : هي العمل  باستمرار  ، حيث لايصلح للشخص العصبي  كثرة  الفراغ    ، فالوقت الفارغ غير المنظم يعلم الخمول وضياع الزمن الثمين ، يجب البحث عن هوايات  مفيدة تتجدد معها خلايا الجسم والذاكرة   ويختار منها الشخص ما يلائمه  ،   ليشعر بقيمته ومنفعته لمن حوله  ٠ والنشاط الرياضي مهم جدا  في نادي معين ، من أجل ضبط التنفس   السليم   والدخول في منافسات ومباريات  ولو كانت ثنائية  لتعويد النفس على الروح الرياضية وتقبل الآخر    والتعايش معه واحترامه ٠ 


نصيحة الخبراء٠


العصبية في المزاج  حالة طارئة  لكنها تصير مزمنة إذا   أهملت  ولم يتم علاجها وتتبعها مع الخبير أو يعالجها الشخص بنفسه فهي تحتاج إلى تدريب وترويض  ومبادرة  حتى يتخلص الشخص منها  قبل أن تدمر صحته  وعلاقاته  وأسرته وتمتد آثارها منه إلى محيطه بأكمله  ٠


***********************


***********************

مواضيع قد تهمك × +
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع