العطلة ضرورة اجتماعية ونفسية لبناء نظام حياة ناجح ، وكل شخص في حاجة إلى لحظات يكون فيها وحده أو مع أسرته الصغيرة ، ولكن كثيرا ما نجد أن المحيط يحرمك من هذه اللحظات حيث يفرض عليك أن تقضي عطلتك ببرنامج آخر تهتم فيه بالآخرين بدل أن تهتم فيه بنفسك وأسرتك فيفرضون عليك أنفسهم وتضطر إلى أن تقضي عطلتك معهم وبرغباتهم وأفكارهم ، فتنتهي عطلتك وأنت لم تحقق أي شيء سوى أنك كنت خادما للآخرين ، سواء أكانوا أصدقاء أو من الأقارب ، هم فقط استغلوا عطلتك واستفادوا منها خدمتك لهم باسم الصداقة والقرابة ، ونسيت أن لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ، ويقدم لنا الخبراء في علم النفس والسلوك الإجتماعي الطريقة المناسبة للإستفادة من العطلة٠
العطلة من حقك ولكن لا تستفيد منها٠
يقول علماء النفس : لماذا نقبل اقتراحا وموعدا يثقل على أنفسنا ولسنا مقتنعين به ، ؟ الجواب ؛ لأننا لانملك الجرأة على قول الحقيقة وليس عندنا الوعي بهذه الحقيقة ونخاف على صورتنا أمام الآخر. و نخاف أن نخيب أمل الآخر فينا ؛ ونخاف أن نفقد الآخرين ونعتقد أنهم مصدر سعادتنا ، فتمر العطلة ونحن متوترون ، تمر سيئة و الآخرون يشعرون بارتياح ونشعر نحن بالرغبة في إنهاء هذه العطلة بسرعة فتستقر في أذهاننا صورة سلبية للعطلة لأننا لانعرف كيف نستفيد منها ٠
كيف تخصص وقتا لنفسك وأسرتك وتستفيد من عطلتك ؟
عند اقتراب زمن العطلة يجب أن تقوم بجلسة حوار مع نفسك أولا ثم مع عائلتك : الزوجان والأبناء ، وحدد النقط المشتركة بينكم ، ورغبة كل واحد ثم اخرجوا ببرنامج محدد ينقسم إلى قسمين : بضع أيام مع الأقارب أو الأصدقاء كي لاتكون منعزلا تماما ، ولتكن رفقتهم مفيدة نفسيا وماديا ، ثم القسط الأكبر من العطلة لك ولأسرتك الصغيرة ، ويجب أن تعودوا أنفسكم على هذا النظام كي لا يكون ميزان العطلة خاسرا ، وبهذا الشكل نحافظ على التوازن في العلاقات وفي بناء نظام الحياة ، ويكون الإستعداد للعطلة باكرا لمدة أربعة أشهر ماديا ومعنويا ونفسيا مع تحديد الوجهة واقتراح برنامج ملائم للأفراد المشاركين في العطلة ، وإن كان الشخص وحده يخطط لعطلته فعليه أن يختار الصحبة الإيجابية سواء من الأهل أو من الأصدقاء ويحدد أهدافه جيدا بحيث توافق مبدأ التعاون والمنفعة ، ولا يرتاح أحد على حساب تعب الآخر فليس من حق أحد أن يستغل عطلة الآخر لأغراضه الشخصية سواء كان فردا أو جماعة ٠
قم بالاختيارات الصائبة ٠
ينصح الخبراء في علم السلوك الإجتماعي بخلق التوازن في الاختيارات. ، كي تعيش لحظاتك جيدا ولتكن لديك الجرأة لتقديم عذر مناسب أو تغيير رأيك في شيء غير مناسب لتبين للآخرين أن لديك اختيارات عليهم احترامها ، و إذا كان ضروريا أن تجتمع مع الأقارب في وقت معين فلابد أن تحدده جيدا لهم أي أن تقول سأكون معكم يوم كذا ، لأن عندي موعد آخر في مكان آخر ٠٠٠وهكذا تكون حرا في قراراتك وزمنك وتستفيد من عطلتك وعود منها و أنت راض ومرتاح ، فكلما عبرت عن حاجياتك لمحيطك كلما استفدت الكثير معنويا ونفسيا ٠
تعليقات
إرسال تعليق