في حال الطلاق يكون الطفل مع أحد الأبوين ، ويشعر بالحزن بل يكون الجرح عميقا في نفسه دون أن يعبر عن ذلك ، والطرف الحاضر مع الطفل لابد له أن يبذل مجهودا كي يشعره بالراحة ، مع تجنب الحديث عن أي مشكل بين الأبوين ويجب بناء الثقة أولا بين الطرف الحاضر والطفل وذلك بإثبات قدرته على المسؤولية. والعطاء والحنان والرعاية ، وعندما تبنى علاقة الثقة بين الطرف الحاضر والطفل على أساس متين سيتجاوز الطفل المراحل الصعبة بعد الطلاق ، وسيشعر بالتعويض عن فقدانه لأحد الأبوين ، ويتطلب ذلك وقتا وجهدا٠ويفسر لنا الخبراء في علم نفس الطفل وضعية الطفل بعد الطلاق وكيف يمكن تجاوزها ؟
مشاعر طفل مابعد الطلاق٠
اعتاد الطفل قبل الطلاق الانسجام العائلي ولكنه فجأة يجد نفسه أمام وضعية جديدة لا يفهمها جيدا نظرا لقصر قدرته على إدراك هذا النوع من المواضيع ، وما يعلمه هو التغيير الذي حصل بين الأبوين فأحدهما غائب والآخر حاضر مما يجعله يشعر بألم شديد في بداية الأمر كأن أحدهما قد أخذه الموت ، والمهم الذي يؤكده الخبير النفسي هو استقبال حزن الطفل بدون لومه أو زجره ، أو انتقاده ولابد من الوقوف إلى جانبه والقول له : أعرف أنك حزين ولكنك قوي وستفهم كل شيء مع الزمن٠
كيف تتعامل مع الطفل بعد الطلاق؟
يقول الخبراء في علم النفس : حتى ولو لم يكن عند الأبوين المنفصلين أي رغبة في أي رابط بينهما، عليهما قبول ذلك من أجل طفلهما الصغير ، بمعنى يجب قبول دعوة الطرف الآخر للطفل وإمضاء بعض الوقت معه حتى ولو كان عن طريق سكايب ، بدون أن يبدي الطرف الحاضر مع الطفل أي انزعاج ، وفي كل مرة يتصل الطفل بأحد الأبوين يجب ألا يبدي أي طرف منهما انزعاجه لفراقه ٠ وإذا كانت المدة التي سيقضيها مع أحد الطرفين يوما كاملا أو أكثر فيجب أن يصحب معه جميع أشيائه الخاصة التي يحبها كي ينسجم مع المكان الذي سيذهب إليه ، مثل النونوغس ، والألعاب والكتب أو القصص ، والصور العائلية وينصح الخبراء بتوضيح البرنامج اليومي للطفل بكل صراحة ووضوح كي يسير عليه الطفل ويألفه كي يعرف في كل مرة ماذا سيفعل إلى جانب كل طرف ، ٠
نصيحة الخبراء
الطفل يتعود على النظام الذي يعيش عليه ، وفي حالة الطلاق يجب أن يعوده كل طرف على نظام معين يوفر له فيه كل احتياجاته النفسية والعاطفية والمادية والمعنوية دون أن يلومه أو يعنفه أو يشعره بأنه عبء ثقيل ، فالطفل مسؤولية الطرفين الأبوين وهما فقط اللذين يحملان على عاتقهما تكوين شخص سليم لنفسه ولمجتمعه٠
تعليقات
إرسال تعليق