يعتقد كثير من الناس أن الشيخوخة مرتبطة بالتقدم في السن الذي ينتج عنه شيخوخة الجسم ، ومعناها ضعف الإنسان عن القيام بكثير من المهام ، ولكن علماء النفس يخطئون هذا الإعتقاد . ويصرحون أن الشيخوخة تصيب الشباب في عمر الزهور وتصيب النساء والرجال في وقت مبكر وهي شيخوخة النفس التي تنتج عن عدة عوامل لاينتبه لها أغلب الناس ، وتجعل الشخص سواء ذكرا أم أنثى في حالة شيخوخة في التفكير والمشاعر مما يؤثر على حركة الجسم في القيام بوظائفه الطبيعية٠
كيف تحصل شيخوخة النفس ؟
يصرح علماء النفس بأسباب شيخوخة النفس وهي: نوعية التربية منذ الطفولة وعلاقة الآباء بالأبناء و علاقات الزواج وعلاقات العمل ، والوضعية الإجتماعية ، هذه العوامل هي التي تنتج الشيخوخة المبكرة : فالتربية المبنية على العنف والحرمان تحرم الطفل من الشعور بفرحة الطفولة ولا يمكن تعويضها فيشعر الطفل بالخوف المستمر وفقدان الأمان حتى مع أقرب الناس إليه ، فتخبو في نفسه مشاعر البراءة والنقاء الطفولي ويحل محلها الشك والتردد والنفور من كل شيء ، أما علاقة الآباء بالأبناء فهي أيضا مصدر للشيخوخة المبكرة إذا قامت على الإستبداد و الحرمان وعدم التواصل خاصة أن هناك آباء يشعرون أبناءهم بأنهم عالة عليهم بدل أن يمدوا لهم يد العون ولو بالنصيحة والكلمة الطيبة ، فيشعر الأبناء بصعوبة الحياة وبالعجز المبكر عن مواجهة الأزمات ٠
أما علاقة الزواج فهي تسرع بالشيخوخة في وقت مبكر إذا كان طرف من الطرفين لايقوم بواجباته و يستهتر بمؤسسة الزواج ، ويعطي أهمية لنزواته وشهواته فقط ، فيصاب الطرف الثاني بالقلق والإكتئاب ويفقد الفرحة والقدرة على الشعور بالسرور وإذا فقد الإنسان القدرة على الفرح فقد أصيب بشيخوخة المشاعر وهي أخطر من شيخوخة الجسم ٠
شيخوخة النفس بسبب علاقات العمل ٠
إذا كان جو العمل يسوده التوتر وكثرة النزاعات والخصام والعداوة فإنه أكبر مسبب للشيخوخة المبكرة للنفس ، حتى ولو كان عمر الشخص عشرين عاما ، ويؤكد علماء النفس أن كثرة المشاحنات والحزازات والعداوة تنتج نفسا مريضة ومتشائمة ومكتئبة ومن هنا نفهم أثر الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة وتأثيرها على النفس وكذا الإحترام المتبادل فهي ليست مجرد شعارات فارغة بل هي ضرورة. من ضروريات الحياة كالماء تماما مصدر للحياة السوية
، فالعلاقات كلها وكيفما كان نوعها يجب أن تكون صادقة يسودها العدل والمحبة والتعاون وإلا صار أمامنا أشخاص مصابون بالشيخوخة النفسية وهم في ريعان شبابهم يفتقدون المشاعر السوية ويصابون بالإكتئاب في وقت مبكر٠
تعليقات
إرسال تعليق