العقوق يأخذ أشكالا متنوعة منها رفع الصوت على الأبوين وعدم الإنصياع لطلباتهم وعدم الإهتمام بأمورهم ، إذ تكبر الثغرة بين الإبن والأبوين مع مرور السنين وتتجدر الخلافات بينهم لينتهي بهم الأمر إلى الفراق مدى الحياة خاصة بعد زواج الابن وتحقيق استقلاله المادي وتكوين أسرته٠ وأسباب العقوق كثيرة لاحصر لها منها ما يكون سببه الوالدان نفسهما وهو السبب الأغلب ومنها ما يكون سببه الأبناء وانحرافهم ومنها ما يرتبط بالمجتمع وأحواله ، ولكن السبب الأول المرتبط بالوالدين وتربيتهما وأخلاقهما هو الأساس في عقوق الأبناء٠
كيف يحول الآباء أبناءهم إلى عاقين٠
يصرح علماء التربية والإجتماع ، أن أخلاق الآباء وطبائعهم وأمزجتهم. تؤثر مباشرة في الأبناء ، فإن كان الأب أو الأم أو هما معا مستبدين قاسيين ، وبخيلين فالأبناء. يكبرون على هذه الصفات أيضا ويرثونها. ولا يمكن أن نلومهم عن ردات فعلهم ، فالأب مثلا الذي يبخل على أبنائه بالكلمة الطيبة والنصيحة الطيبة والعطاء المادي والمساعدة في المواقف الصعبة ماذا ينتظر من هذا الإبن؟ أو الإبنة؟ سوى النفور والحزن وتراكم الطاقات السلبية ، فليس هناك سلوك في التربية بدون ردة فعل٠ فالوالدان مطالبان بإنتاج أبناء أسوياء بحسب قدرتهم وواجبهم وإمكانياتهم ، فإن كانت حالتهم المادية ضعيفة فإن الكلمة الطيبة والإحترام. والمساندة المعنوية والنصيحة الصادقة تحفز على الصبر والمثابرة والإجتهاد ٠بينما العنف والخصام والتحسر أمام الأبناء والقسوة في المعاملة ستولد أبناء عاقين وكارهين للمحيط وللعائلة ويميلون إلى الإنحراف ورفقة أصدقاء السوء٠
رأي علم الإجتماع٠
ينشأ العقوق عن عدم التفاهم بين. الإبن ووالديه ويتعمق في غياب الحوار والتواصل بين الطرفين لدرجة يصبح الإبن كارها لبيت أبويه أو كارها لأحد الطرفين الأم أو الأب ، والتصرفات هنا لايمكن عدها أو إحصاؤها قد تندرج كل التصرفات التي لا يقبلها لا سيما الخطيرة منها كتناول المخدرات أو القيام بأفعال خطيرة٠ وهنا يجب أن نشير إلى عملية التنشئة الإجتماعية حيث إن العلاقة بين الأب والإبن قد يكون فيها نوع من الإنفصال النفسي على الرغم من قضاء الشخص فترة طويلة مع والديه إلا أن كلا منهما يعيش في عالم مختلف ، ويبقى المتهم الأول في العقوق هو الإبن مع أنه غالبا يكون ضحية تربية خاطئة ، وفي هذه الحالة نقول للأب : لقد عققت ابنك قبل أن يعقك٠
تعليقات
إرسال تعليق