كل مجتمع تتغير قيمه بتغير الزمن والعلاقة الزوجية تغيرت مع تغير الثقافة والمجتمع فقد كانت قديما مبنية على الخوف والقمع فلا صوت يعلو على صوت الزوج والأب داخل البيت حتى ولو كان صوتا جائرا ، و هذه الهيبة التي يصنعها الرجل قديما كان يطغى عليها الاستبداد وسلطوية الزوج التي كانت تستشعرها الزوجة والأبناء ، وهي هيبة سلبية تتخذ صورة جميلة في أذهان الناس ، بل إن بعض الرجال مازالوا يستحضرونها ويفرضونها داخل بيوتهم وعلى زوجاتهم ، ولكنهم يفشلون فشلا ذريعا ، لأن المقومات لم تعد تتوفر في مجتمعنا الحالي٠ ففي القديم كان الزوج هو نافذة المرأة على العالم ولم يكن أمامها سوى أن تخضع لاستبداده ، وتقبل بطغيانه، لكن اليوم مع انتشار العلم ووصول المرأة إلى مراتب علمية مرموقة ومعرفة العالم والمحيط وعصر التكنولوجيا الذي وسع المدارك والعلاقات ، أصبح الأمر يختلف اختلافا كبيرا وأصبح الحوار ضروريا والتفاهم أساسيا والإحترام والتقدير ضروريين لبناء علاقة زوجية ناجحة٠
كيف يبنى الإحترام بين الزوجين؟
كان مفهوم الهيبة داخل البيت يعني السلطة والإستبداد ، وهي هيبة صورية غير حقيقية تخفي وراءها الويلات. فقد كانت كثير من النساء قديما ينتقمن من أزواجهن المستبدين بطرق غير مباشرة. ولايستطيع الزوج اكتشافها ، وربما تصل إلى القضاء عليه بدون أن ينكشف أمرهن ، فليس هناك إنسان يقبل الظلم حتى ولو كان جاهلا لم يدخل إلى المدارس ، لذلك يؤكد علماء الدين وعلماء النفس على ضرورة معرفة شروط الزواج وقواعد الإحترام وإعادة النظر في مفهوم الهيبة الذي يعني حقيقة : المحبة والمودة و الإنفاق والإجتهاد والمشاركة وتبادل الرأي بين الزوجين في كل شيء واحترام الرأي والتسامح والكلمة الطيبة ٠. ويجب أن يعلم الزوج أن زمن الإستبداد انتهى مع حلول زمن العلم والمعرفة ٠
ماذا يحصل في غياب الإحترام؟
في كثير من الأسر العربية يطغى الإستبداد والسلطة من طرف الزوج خاصة في المرحلة الوسطى من الزواج عندما يكبر الأطفال ، حيث تنقطع أواصر المحبة ويحل محلها المصالح المادية فقط ، ويصبح الزوج يلهث وراء مصالحه دون أن يعبأ بمصالح الزوجة والأبناء ، وبمجرد دخول الزوج إلى البيت يبدأ الصراخ والكلام القبيح ليفرض سلطة الوهم على الأسرة ، التي تألف هذا الصراخ مع الأيام ولا تعبأ به فيفقد الزوج والأب احترامه نهائيا، ويصبح مثل الكلب ينبح ولا يعبأ به أحد ، وهذا حال أغلب الأسر في مجتمعاتنا، حيث تفقد العلاقة الزوجية احترامها ، لكن عندما تكون العلاقة مبنية على المحبة والمودة والإحترام فإنها تكون مصدرا للسعادة والإستمرارية ، ويؤكد العلماء أنه إذا أهينت الزوجة فلا هبة للزوج في حياته الأسرية٠
تعليقات
إرسال تعليق