المرأة العربية لها شغف بأشغال البيت ، بنظافته وترتيبه وتجهيزه إلى جانب تربية الأبناء ، ومنذ زواج المرأة ودخولها إلى بيت الزوجية وهي تحمل هم تجهيز البيت ونظافته وترتيبه ، وهذا الشغف يعتبر نقطة قوتها ويوفر لها ارتياحا نفسيا وافتخارا بما تحققه وتعتبر نفسها تقوم بإنجاز عظيم ٠ ولكنها مقابل ذلك تستنزف صحتها وجهدها وطاقتها ومالها في أشياء متغيرة وغير ثابتة ، فالأثات يبلى وتتغير موضته والأسطح والجدران والأواني والأفرشة معرضة للأوساخ يوميا والاستعمال اليومي ، لذلك تجد المرأة نفسها في دوامة فارغة وجهودها بدون جدوى لكون هذه المهام تتجدد كل يوم ويجب أن تكون مجندة لها بمزيد من الجهد ومزيد من الإنفاق المادي ٠
كيف يجب التعامل مع أشغال البيت؟
تبين أن النساء اللواتي يبذلن جهودا قوية ومستمرة في أشغال البيت بدون الاستعانة بأحد أو حتى بحضور خادمة أو مساعدة ، تبين أنها تصاب بأمراض نفسية وعصبية ناتجة عن اضطرارها لبذل مجهود مضاعف للإبقاء على المنزل نظيفا ومرتبا والأثاث جديدا ولامعا ، بل تبين أن أغلبية هؤلاء النساء يصبن بالإكتئاب المزمن ، خاصة إذا فقدن صحتهن وأصبن بالسكري أو بداء المفاصل وحالات الروماتزم الناتج عن الإستعمال المفرط للماء البارد سواء في تنظيف الافرشة أو الأسطح أو الأواني وغيرها ، وللأسف لا تدرك المرأة هذه العواقب إلا بعد فوات الأوان ٠ لذلك ينصح الخبراء في صحة المرأة والطفل أن تعي المرأة الحدود التي يجب أن تفصل بين أشغال البيت وصحتها النفسية والجسمية ، فالمرأة لم تكلفها القوانين ولا الشرائع بأشغال البيت العنيفة والمرهقة ولم تجبرها على التكلف بما لاتطيقه بالرغم من كونها تحب بيتا نظيفا ومجهزا ومرتبا ٠
ماذا يجب فعله؟
من حق المرأة داخل بيتها أن تكون مرتاحة و هي التي تلد وتربي وتسهر مع الأطفال وتهتم بحاجياتهم وتهتم بالطبخ والطعام فكيف ستزيد مسؤولية أشغال البيت ؟ لذلك لابد للزوج والأبناء إذا وجدوا داخل البيت أن يساهموا في تقاسم أشغال البيت إذا كانت الأمور المادية لا تسمح بالإستعانة بمساعدة ، الزوج يقوم بما يستطيعه والأبناء كل يقوم بنفسه بتنظيف غرفته وأشيائه وترتيبها ويمكن للزوج الاستعانة بمساعد في تنظيف الجدران والأسطح والأرضيات وتنظيف الافرشة وغيرها من الأشغال الثقيلة ، ولاتكلف المرأة نفسها أبدا بالأعمال الشاقة بل تكتفي ببعض الأشغال الخفيفة التي لاترهقها ولا تحزنها ، لتبقى لها إشراقتها وسرورها ، وعلى المرأة أن تتعلم كيف تحدد وظائفها في الحياة وتتجنب ما ليس من اختصاصها ، وتتجنب كل ما ينهك صحتها ونفسيتها وتكلف من معها بالمشاركة في مهام البيت والاستعانة بمساعدة أو مساعد في حال الأشغال العنيفة والثقيلة٠
تعليقات
إرسال تعليق