أيضا هذا موضوع مسكوت عنه مثل كثير من المواضيع الطابو ، والتي يتكلم عنها علماء الدين بكل سطحية وعمومية ولا يضعون المسؤوليات أمام أصحابها وغالبا إن لم نقل دائما يقع اللوم على الزوجة ، هي التي يجب عليها أن تحترم عائلة زوجها وتعتبرهم عائلتها ، ولا تسبب لهم أي إزعاج وإن كانت تسكن معهم فعليها احترام خصوصيتهم ٠٠٠وغير ذلك من الكلام والنصائح التي لاتسمن ولا تغني من جوع ، والحقيقة أن المجتمع العربي فيه ظواهر عجيبة ومعقدة ولا يستطيع رجال الدين الخوض فيها لأسباب سياسية واجتماعية يغلب عليها مبدأ اترك الحال على ماهو عليه٠ وإذا دخلنا إلى عمق البنية الفكرية الاجتماعية : نجد عائلة الزوج تحب أن تسيطر وتهيمن على زوجة الابن ، وفي اعتقادهم أنها معتقلة أو عبدة أسيرة أو غريبة طالبة للجوء ٠٠٠، وأن ابنهم هو المنقد وهو الفارس وهو الفحل ٠٠٠ ثم تبدأ رحلة التعذيب والترهيب٠
كيف تتعامل عائلة الزوج مع الزوجة؟
كل أسرة حسب تربيتها لكن المشترك هو المراقبة والحذر والحسد والتربص ، وإذا كانت الزوجة من عائلة ميسورة فإن مشاعر الحسد ستطفو على السطح ، ويكون الخوف منها وليس الاحترام هو سيد الموقف ، ويتم البحث لها عن الهفوات خاصة إذا كان الزوج الابن ميسورا أيضا ، تكون المراقبة شديدة والنميمة على أشدها ، ومحاولة خلق التوترات والازعاجات و المكائد وتوجيه اللوم للزوج لأنه لا يتحكم في زوجته ولا يمنعها من التمادي في الطموحات ، فعليه أن يضع على فمها كمامة فلا تتكلم وأن يلجمها بلجام فلا تتحرك إلا بإرادته ٠ وفي حال كانت الزوجة غير عاملة وغير منتجة فتلك الطامة الكبرى لأنها تسمى : آكلة خبز ، وتأكل رزق زوجها وتسبب له في الإفلاس ، وليس منها أية فائدة ، والزوج طبعا يتبع عائلته ويؤمن بكل أفكارها ،وهناك فئة كبيرة من هؤلاء النساء اللائي يتعرضن للضرب والشتم والتشريد من الزوج وأسرته ؛ من أمه وأخته في بعض الأحيان من أبيه وإخوته ، أما الزوجات اللواتي يعشن مع عائلة الزوج في بيت واحد فتلك مصيبة عظمى ، لأن أمه وأخته مثلا يعملان على إعادة تربيتها بالطريقة التي يرينها ملائمة لهم ، و يذقنها كل أصناف الذل والإهانة بطرق مباشرة وغير مباشرة ٠
ماهو الحل؟
الحل نسبي وليس مطلقا ، لأن الحل المطلق هو تغيير العقليات وهذا يتطلب قرونا من الأزمنة ، لذلك يجب حسن اختيار العائلة إلى جانب حسن اختيار الزوج ، ، إذا كان الزوج من النوع الذي تتحكم فيه عائلته ويخضع لها في كل كبيرة وصغيرة فإنه لايصلح للزواج ، وإذاكانت الأسرة متسلطة ومستبدة ويظهر ذلك من المعاملة الأولى فهي لا تصلح للمصاهرة ، وعلى الفتاة قبل الزواج أن تتعلم كيف تتعامل مع عائلة الزوج فهم أناس غرباء وسيبقون غرباء ويجب أن تتعامل معهم بفرض احترامها عليهم ، وإذا صدر منهم احتقار أو إهانة ترد بالمثل حتى يعرفوا حدودهم ويرسموها مثل الخريطة ٠ وعليها عدم التنازل عن حقوقها و كرامتها مهما كان الأمر ، وإذا كان الزوج عادلا وواعيا ومحبا. فذلك سيجنب أسرته كثيرا من المشاكل ، أما إذا كان يميل إلى أسرته ضد زوجته فإنه يهدم حياته الزوجية بيده٠
تعليقات
إرسال تعليق