كثيرات هن النساء اللواتي يقضين معظم وقتهن في أشغال البيت و المطبخ ، و يبالغن في ذلك ويشعرن بأنهن يقمن بالواجب ، فيصبن بالانهاك وتتدهور صحتهن سريعا وتراهن متعبات يشتكين من الألم في الظهر وفي المفاصل ، ويزرن الطبيب ويصف لهن المسكنات والمهدئات وأدوية الاكتئاب٠ وتزيد أحوالهن في التدهور ، خاصة وأن أشغال البيت لاتنتهي وتشمل التنظيف وحمل الأثاث الثقيل ومسح الغبار والأتربة والطبخ للعائلة كلها بكبيرها صغيرها ومراقبة الأطفال وفي أحيان كثيرة التسوق والتبضع ، وغالبا تكون عاملة أو موظفة أو تاجرة ، والعقليات العربية لازالت تنظر إلى المرأة على أنها المسؤولة الوحيدة عن كل أشغال البيت بما فيها الطبخ والتنظيف٠ مع أن الدين والقانون لم يحدد لها هذه الأعمال ٠لكنها أتت من العادات والتقاليد التي لاتعترف بالتطور التاريخي ، فالزمن في تغير مستمر وكثير من العقليات في جمود وركود٠
المحيط الكسول والخنوع والمستبد يريد بقاء الأفكار القديمة؟
المرأة وحدها قادرة على تغيير هذه العقلية الفاسدة والتي تلزمها بمالاتطيقه ، عليك التحرر من هذه الوضعية لتكسبي صحتك وسلامة جسدك ، فهذه العقلية الفاسدة التي تجبرك على أشغال البيت والتي لا يستطيع الرجل القيام بها ولو لمدة أسبوع واحد ، جربي وضعيه تحت الاختبار وسترين بعينك أنه لن يستطيع تحمل تنظيف البيت وحمل الأثاث من مكان إلى مكان ومسح الغبار وغسل الأواني عشر مرات في اليوم ومراقبة الأطفال ، والعناية بهم ثم الطبخ أربع مرات في اليوم بطريقة صحية ونظيفة ٠٠ وانظري ما ردة فعله ، وفوق كل ذلك سيطلب منك أن تكوني جميلة وناعمة ومعطرة ولابسة لباسا جميلا وأنيقة وووو ومستعدة لتسعديه٠٠٠٠٠هل تصورت حجم هذه المأساة ؟ هكذا ترسم العقلية الفاسدة دور المرأة داخل المجتمع الموبوء ، إنها خادمة من طراز العبيد المستعبدين في الجاهلية الأولى ٠ عليك أن تفكري وتحذري من السقوط في هذا الفخ ، وضعي لنفسك نظام حياة كما خلقك الله سبحانه حرة وذات سيادة على نفسك ، بحيث تقسمين وقتك إلى قسم لنفسك وقسم لربك وقسم لأسرتك لاينجز قسم على حساب قسم آخر ، حصة نفسك تشمل الرياضة والترفيه والعلم والمعرفة والعمل المدر للدخل، وحصة ربك عبادته، وحصة أسرتك طبخ الأكلات الصحية البسيطة التي لاتستغرق زمنا كثيرا ، وبعض أشغال البيت الخفيفة جدا لا تتجاوز ساعة واحدة ، أما الأشغال الثقيلة هذه من شأن الرجل الزوج والأخ والأب ٠٠، وركزي أكثر على ترفيهك وراحتك وياضتك وأبنائك الصغار ، فيوما ما سيكبر الأبناء وستجدين ما ادخرته من الصحة والمال فقط وهو ما سيسعدك ٠
اختصري في أشغال البيت والطبخ ورفهي عن نفسك٠
حذار من استنزافك فالبعض من داخل المحيط الذي تعيشين فيه ، يعمل على استنزافك عن قصد بدون أن تشعري ، فتجدين نفسك تلهثين في اكمال أشغال البيت بكل تعقيداتها وتجعلينها هما يأكل صحتك وهذا ما يقصده بعضهم لغرض في نفسه ، حين يرى المرأة جميلة وسليمة وشابة ويجد نفسه مليئا بالعيوب فيوجه إليها سلاح الإنهاك والاستنزاف كي تضعف وتخضع ولاتصير مصدر قلق بالنسبة له ، وكثيرة هذه العقليات في المجتمع العربي ٠فاستيقظي من غفلتك قبل فوات الأوان٠
تعليقات
إرسال تعليق