عندما ينصح بعض المتخصصين في العلاقة بين الأزواج يركزون على الزوجة ، ويعتبرونها المسؤولة عن فتور العلاقة بينها وبين زوجها ولا يستعملون المنطق في التحليل فتبقى نظرتهم تقليدية ومتكررة حيث ينصحون المرأة ويغفلون الرجل الذي هو سبب الفتور، فيقولون للمرأة عليك أن تقومي بكذا وتفعلي كذا ولا تفعلي كذا ، وهي نصائح تخفي ما تخفيه من تكريس التخلف والظلم والإهانة للمرأة وتجعل الرجل بعيدا عن المسؤولية فيما يقع مع أنه السبب في تسميم جو الأسرة بانحرافاته وسوء أخلاقه في غالب الأحيان. ولقد آن الأوان كي يغير هؤلاء طرق تحليلهم للعلاقة الزوجية وما يقع فيها من مشاكل٠
فتور العلاقة شيء طبيعي بسبب ضغوطات الحياة ؟
لايمكن أن تبقى العلاقة بين الأزواج متأججة وقوية إلى الأبد وهي علاقة كجميع العلاقات تبدأ متأججة ولكنها تخمد شيئا فشيئا وتصير عادية و رتيبة ويمكن أن تنطفئ تماما مثل الأشياء الحية والتي تتغير من زمن إلى آخر ولا يمكن لطرف واحد أن يعتني بعلاقة ما وحده دون الطرف الآخر ، لأنها علاقة جدلية فيها أخذ ورد ومد وجزر وتجاذب لذلك إذا تحدث المتخصصون عن علاج هذه العلاقة عليهم أن يحددوا مسؤولية كل طرف وحدود قدرته على الفعل ، بالتساوي والعدل ، وبطرق عقلية منطقية تعتمد على التشريح والوضوح وبيان العيوب عند الطرفين، والغريب في الأمر أن من يسمون بالمتفقهين في الدين والذين ينتظر منهم العدل في القول هم أكثر المكرسين لثقافة الميز العنصري حيث يركزون على عيوب المرأة وما عليها القيام به ولم نسمعهم قط يتحدثون عن عيوب الرجل وانحرافاته وسوء أخلاقه وما عليه فعله وما عليه تركه ٠ لذلك لم يستطيعوا إصلاح نواة المجتمع التي هي الأسرة والنتيجة هي فشل الزيجات وكثرة الطلاق٠
كيف تعيدين الحيوية إلى علاقتك الزوجية؟
إنه سؤال غبي إذا لم تتوفر لديك المعطيات القوية لإمكان العودة بالعلاقة إلى حيويتها ، إذ كيف يمكن أن تغيري زوجك إذا كان سكيرا؟ أو إذا كان كذابا ؟ أو إذا كان لاينفق على الأسرة ، وكان بخيلا ؟ أ و إذا كان سليط اللسان سيئ الخلق ؟ أوإذا كان مريضا نفسيا وعقليا ؟ كيف سيفسر الأخصائيون هذه الحالات ؟ وماذا يقول الفقهاء في هذه النوازل؟ أم أن دراستهم وعلمهم لم يعلمهم هذا الواقع؟ أم هناك من يمنعهم من الدخول إلى التفاصيل؟ عليهم إذن أن يعيدوا النظر في نصائحهم وحلولهم المهترئة والبحث أكثر عن حلول تلائم الواقع وتكون عادلة وقابلة للتطبيق٠
تعليقات
إرسال تعليق