ثقافة المجتمع العربي تتستر على عيوب الرجل وتبحث عن عيوب المرأة؟

 الخطاب المجتمعي في البلاد العربية  حول  العلاقة بين المرأة والرجل  خطاب رديء  يخلو من الإنصاف  ومن العدل  لأن الإنصاف والعدل ليسا من الثقافة المجتمعية  إطلاقا فهو خطاب مليء بالمراوغات والألاعيب   من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه ٠  والهدف هو وضع المرأة دائما في قفص الاتهام  وذكر ما يرونه عيوبا وأخطاء ترتكبها المرأة في علاقتها بالرجل ، أما ما يرتكبه الرجل في حق المرأة من  أخطاء  واعتداءات  كبيرة فلا يتكلم عنها الرأي العام ولا العلماء المتفقهين في الدين  ولاالرأي السياسي ، إلا بعض المنظمات الحقوقية  بالرغم من كون صوتها باهتا ٠

لماذا  ترفض  الهيئات الاجتماعية  والدينية والسياسية   الحديث عن   مصائب الرجل تجاه المرأة؟

 تسمى  المجتمعات العربية  مجتمعات محافظة  ، ونحن لا نعلم ماهو مدلول هذه التسمية بالضبط عند الذين أطلقوا هذه التسمية٠  لأن المحافظة  يعني  تحقيق الحقوق وإقامة العدل  بمرجعية دينية وأخلاقية  وهذا لم يحصل ولا يحصل ،  فالحديث  عن العلاقة بين الرجل والمرأة  تتلخص عند عامة المجتمع في  ضرورة عمل المرأة على إسعاد الرجل الزوج  واحترام الأخ والعم والخال  وطاعة الأب و٠٠٠٠، خدمة الأسرة بتفان وتضحية  ونكران الذات  هذه المصطلحات  تدرس في المدرسة على مرأى ومسمع من الذكر والأنثى داخل القسم الدراسي  فينمو هذا الحكم معهما  ، ويقول الذكر للأنثى أنت سبب كل المشاكل لأنك لم تطيعي ولم تحترمي ولم تضحي من أجل  كذا وكذا ، بينما الذكر يشعر بأنه غير معني  بهذه الأحكام فهو حر يفعل ما يريد ، وتكبر الأجيال والأجيال على هذه العقلية ٠

يجب تغيير هذه العقليات التي تجعل المجتمع العربي في تخلف مستمر٠

الرجل والمرأة مسؤولان داخل المجتمع ، ويجب على  المرأة خاصة أن ترفض هذا التمييز  بالتصريح بأخطاء الرجل في كل المحافل  فإذا وقع مشكل ما عليك أن  تفضحي جميع الأخطاء والاعتداءات والسلوكات التي تصدر عن الرجل تجاهك وتدافعي عن نفسك بقوة القانون ، لأن المجتمع والعدالة لن تنصفك إذا جهلت حقوقك ٠