لماذا صارت نسبة الطلاق مهولة؟

 صار الحديث عن الطلاق كثيرا لأنه وصل إلى أرقام قياسية ، وأسبابه عديدة  من الناس من يردها إلى   المدونة الأسرية التي أعطت الحرية للمرأة في تطليق نفسها عند الضرر ،  أو إلى  الصراع المادي بين الأزواج أو إلى تمرد المرأة على القيم وأغلب الأسباب تصب في  اتهام المرأة وجعلها سببا في الطلاق ولا يتهم الرجل  نفسه أبدا  فيما يحصل من مشاكل لاحصر لها  منها  الأخلاقية والمادية  وعيوب الطباع ومشاكله النفسية  والعقلية كلها  يصبها على  عاتق المرأة٠ ونتحدث هنا عن  دول شمال  أفريقيا٠  وربما  الأسباب في المشرق تختلف بعض الشيء ٠

اتهام المرأة دليل على أنها نضجت  ولم تعد كنساء الماضي٠

المرأة اليوم ليست هي امرأة الأمس ،  ولا يمكن أن ننتظر أن تكون  كذلك وإلا لماذا تعلمت وعملت ، أما الرجل فلم تتغير عقليته بتغير الزمان  لأن تربيته هي نفسها،  ورث عقلية أبيه وجده   التي تقول :  المرأة للإنجاب والمطبخ وأشغال البيت ، هذه نظرية الرجل  مهما كان مستواه العلمي والثقافي  ، ولذلك  تقنعه المرأة التي ليست زوجته  ويقبل أن تكون عالمة   ومخترعة وقاضية وأستاذة و ربان طائرة ولكنه يرفض الإقتناع  بأن زوجته  عاملة وفاهمة وطموحة ، فيدخل معها في صراع خفي ثم صراع ظاهر  ينتهي بالطلاق ،  هذا في حال الزوجين العاملين المثقفين   أما في حال  الزوجة غير عاملة  فإنها فعلا  تحقق نظرية المرأة للإنجاب   والمطبخ ، ولكنها  تعاني من المعاملة السيئة لأنها  تسمى آكلة  خبز ، ، وتنعت بشتى النعوت    السيئة من طرف الزوج الذي يعيش صراعا مع نفسه وعمله  وعطالته وفقره وووو٠٠ في ظل هذه الظروف المعقدة سيكثر الطلاق لأنه المنفذ الوحيد إلى الخلاص٠

تساءل الخبراء هل من حل لمشكل الطلاق ؟  

إنه تساؤل مثل تساؤل هل يمكن أن تنقرض الأمراض  والمجاعة والتلوث والفيروسات ؟  فالطلاق  حل  لزواج فاشل

 ولكوارث تقع داخل البيوت  ولأزمات نفسية   و مادية لاحصر لها٠  والحل هو تغيير العقليات وتنظيفها من الأفكار البالية المنتمية إلى عصر ماقبل   التكنولوجيا والعلم المنتشر ، وإلا سيزداد الأمر سوءا ويصير الزواج شبحا مخيفا٠