من الصعب أن تكون صداقة حقيقية بين الناس وهناك أسباب كثيرة تدخل في هذه الصعوبة ، منها الاختلاف في الرأي والأفكار والمصالح والمشاعر والثقافات والسلوكات والمواقف وكيفية تقبل ما هو خارجي عن الذات ، والنزعات والميولات ٠٠٠وغير ذلك إنه الاختلاف ويزداد هذا الاختلاف مع تطور الوعي البشري وتضخم الأنا ، وتضخم الشعور بالمصلحة الشخصية ، وليس ذلك بمتحكم فيه فهو قوة تسلب الإرادة من الانسان وتجعله يلهث وراء مصالحه الشخصية ونزعاته الفردية على المستوى الشخصي وعلى المستوى الجماعي٠
هل تنجح الصداقة باعتماد المصلحة ؟
نعم تنجح صداقة المصالح وهي العلاقة المبنية على الأخذ والعطاء ويظهر فيها الطرفان يحافظان على مصلحتهما الشخصية والتي تجمع بينهما مثل مصالح العمل والمشاريع والدراسة وحتى الزواج ، هذه المصالح تجمع بين الأطراف على شكل صداقة تستمر مادامت المصالح مشتركة ، و لكن هذه الصداقة يمكن أن تنكسر بسهولة إذا غابت المصلحة والمنفعة ، فيصير الأطراف غرباء عن بعضهم خاصة إذا ظهر من طرف منهم خيانة أو سوء خلق ، أو بدا منه تهاون ونفور من علاقة الصداقة هذه ٠ لذلك فالصداقة لابد لها من أسباب قوية منها المصلحة والمنفعة والعطاء والأخذ ٠
لا صداقة بدون مصلحة ومنفعة ؟
يعتقد كثير من الناس أن الصداقة تنشأ عفويا بدون شرط أو قيد وهذا وهم لا أساس له من الصحة ، لأن أية علاقة لابد لها من أسباب ، لكي تنشأ ، وتكون الأسباب قوية وأقوى الأسباب هي المصلحة والمنفعة والمصالح المشتركة والأخذ والعطاء ، وإذا حل الشح والبخل والمنع في أية علاقة بين الأطراف وانعدم التعاون وحل محله الاستغلال والأنانية اختفت الصداقة تماما وحل محلها القطيعة والنفور٠

تعليقات
إرسال تعليق