تحاولين إرضاء المحيط بجهود تبذلينها ماديا ومعنويا ،والمرأة غالبا تطبق مبدأ التضحية داخل أسرتها ومحيطها عموما ، فتصبر أكثر وتتحمل ما لا تطيق من هموم الأبناء والزوج والإخوة والوالدين وغيرهم من المقربين ، وتعطي من وقتها وجهدها وطاقتها الكثير ، وهم كلهم يستفيدون تسهيلات لا يشعرون بها مع الأسف إلا قليلا ، وغالبا ما يعتبرون هذه الجهود أمرا عاديا بل واجبا ، وتساعد التقاليد والعادات في ترسيخ هذا النمط من التفكير فيصير متوارثا٠ لكن المشكلة هي الاستنزاف الذي تشعر به المرأة ، وأنها تعطي ولا تأخذ وتضحي ولا تستفيد وفي نهاية الأمر تجد نفسها متعبة وقد ضيعت على نفسها حقوقها وفرصها في تحقيق أحلامها، وكم من امرأة حصدت من تضحيتها الأمراض الجسدية والنفسية لأنها أرادت أن تسير ضد قانون الحياة الذي من سننه أن تأخذ المرأة أكثر مما تعطي وعلى الرجل أن يعطي أكثر مما يأخذ٠
تضحيتك بلا حدود تجعلك ضحية ٠
عليك الانتباه لعدة أمور أولها : طاقتك يجب أن لا تهدر في ما لا تطيقينه ، ولو وجدت أمامك نقصا عند الآخرين فهو لا يعنيك بتاتا ومن حاول أن يستخدمك لإتمام نقصه فهو مجرم في حقك، فالزوج مثلا إن كان عاطلا أو ضعيف الجانب المادي فأنت لست مسؤولة عن حاله ولست مجبرة على العمل بدله ، وإن فعلت فقد أهدرت طاقتك وخرجت عن سنن الكون، والأب والأخ والعم والخال والجدة والجد وغيرهم إن كانوا يعانون من نقص ما فأنت لست مسؤولة عنهم إلا بمقدار ما لا يجعلك ضحية أو مضحية ، فهناك الكثير من النساء اللواتي تأخرن أو امتنعن عن الزواج بدعوى أنهن يعلن أسرهن ويضحين بأحلامهن في حياة طبيعية من أجل أن يدرس إخوتهن وفي نهاية المطاف يدرس هؤلاء ويذهبون إلى مستقبلهم وتبقى الأخت بلا مستقبل وقد ضيعت عمرها في إعالة الآخرين٠
اهتمي بنفسك أولا وأخيرا٠
العمر قصير ولا يستحق أن تضيعيه في التضحية من أجل الآخرين ، والمساعدة لها حدود ولها تعريف وتحديد وإن خرجت عن هذا التحديد صارت انحرافا عن سنن الكون ، فالطاقة لها حدود وتضحيتك شيء من اختراع العادات الفاسدة والتقاليد الجاهلية حين كانت المرأة تعتبر خادمة الكل ولا يخدمها أحد إلا في حالات نادرة، أن تكون من بنات الملوك والسلاطين ، وهذا مضى منذ ظهور الشرائع والقوانين السماوية والوضعية ، فالمرأة عليها أن تأخذ أكثر مما تعطي ويكفيها عطاء أنها تحمل الإنسان وتضعه في الوجود وتربيه وتسهر عليه ليقف على رجليه ، وهو عطاء لا يقدر عليه الرجل ، لذلك على المرأة أن تعطي لنفسها جهودها كلها حتى تحافظ على توازنها ونشاطها وحيويتها وأنوثتها وتبقى رمزا للجمال في الكون٠ ويؤكد الخبراء على قاعدة مهمة يجب أن تحافظي عليها لتبقي سعيدة ومشرقة وهي: أن تعطي عشرين في المئة من جهودك وطاقتك وتحافظي على ثمانين بالمئة من الطاقة لنفسك ولنفسك فقط ، وبالمقابل على الرجل بذل ثمانين بالمئة من طاقته والمحافظة على عشرين بالمئة لنفسه فقط ٠
تعليقات
إرسال تعليق