كثير من الناس لا يستطيعون بناء علاقات جيدة مع الآخرين فيجدون أنفسهم يتصادمون معهم في فكرة أو رأي أو موقف أو سلوك مما يؤثر على مصالحهم وأسباب التصادم مع الآخرين متعددة : أهمها الاستبداد بالرأي وعدم قبول الرأي الآخر ، وانعدام الثقة بالنفس ، والشعور بالنقص أو الدونية أمام الآخرين ، كما أن تضخم الأنا والنرجسية يدفعان إلى التصادم مع الآخرين فتصبح المعاملة نوعا من الحرب المعلنة دائما والهدف منها إبطال الرأي الآخر وتحقيق الرأي الشخصي٠ ويقع التصادم مع الآخرين في داخل الأسرة بحيث يرفض الزوج رأي الزوجة ، ويعنفها ولا يحترمها فقط لسبب أنه يريد أن يفرض آراءه عليها وكل شيء مفروض مرفوض٠
الأبناء يتعلمون من الأسرة التصادم مع الغير٠
عندما يعيش الأطفال داخل مناخ أسري يسود فيه الإستبداد بالرأي وتغيب فيه الحرية واحترام الرأي فإنهم يتعلمون. كيف يرفضون الرأي الآخر وعدم قبول الاختلاف فيصبحون نسخا من والديهم ، حتى ولو درسوا في أرقى المدارس والجامعات لأن الطبع يغلب التطبع ، لذلك لابد من إعادة النظر في كيفية التعامل مع آراء الآخرين ، ووضعها مكانها وسياقها الخاص بها ، فالاختلاف في الآراء والأفكار شيء حتمي وضروري والنظر إلى الأمور يكون من زوايا متعددة ، فالزوج الذي يعتقد أن رأيه مقدس ونهائي يسمى نرجسيا ومستبدا ٠ وكذلك الزوجة وكذلك جميع الأشخاص المتصادمين مع الآخرين والنتيجة هي رفض الآخرين لهم وتمردهم عليهم ٠
انحراف الأبناء وتمردهم ناتج عن تصادم الآباء معهم
ليس من السهل بناء علاقات جيدة داخل الأسرة ، و التصادم داخلها هو سيد الموقف لأن الأب متسلط أو الأم متسلطة ويريدان التحكم في كل شيء ويصبح الأبناء ضحية. ويعتقد الأب أنه سيحكم قبضته على جميع تصرفات أبنائه فيحدد لهم ما سيفعلونه ويرسم لهم منهجا يسيرون عليه ويمكن أن يطيع الأبناء هذه الأوامر في بداية الأمر ولكنهم بعد ذلك يتمردون ويهربون أو يواجهون بسلوكات مضادة فكل تصادم يؤدي إلى العنف اللفظي أو العنف السلوكي والمعنوي وهكذا يقع في مجال العمل والحياة العامة ، وينصح الخبراء في علم النفس السلوكي بأن يدرب الشخص نفسه على تقبل الاختلاف والتعايش مع أفراد الأسرة والعمل بنوع من المرونة وغض الطرف عن ما يمكن أن يسبب في التصادم فليس من الضروري أن نتوافق على كل شيء بل يجب أن نختلف لكي نتطور ونبني شخصية متوازنة تستطيع أن تعيش في البيئات المختلفة بنجاح٠
تعليقات
إرسال تعليق