تعليم الأطفال اليوم صار صعبا مع الأجهزة التكنولوجية ، التي انتشرت في صفوف التلاميذ فلم يعد الطفل مهتما بما يقوله المعلم اهتماما جيدا كما كان من قبل أن تتشتت أفكاره ومشاعره واهتماماته بواسطة الهاتف الذكي واللوحات الإلكترونية ، المعتمدة على إبهار الصورة والصوت والحركة ، لقد أصبح الطفل مبهورا بالصورة التي تصل إليه من الهاتف واللوحة والتلفاز والانترنت عبر الحاسوب ومنعته من التركيز ومن الفهم لذلك فإن أكثر الأطفال حظا بامتلاك هذه الأجهزة هم أسوأهم حظا في النجاح العلمي والدراسي٠ ويتساءل كثير من الآباء عن سبب فشل أبنائهم في الدراسة أو عن عدم قدرتهم على تحقيق المستويات الجيدة وما يسمى بالامتياز ؟ يفسر علماء النفس التربوي هذه الظاهرة بأنها نتيجة حتمية لاستعمال التكنولوجيا بطرق غير تربوية وغير علمية٠
لماذا لم تستطع الأجهزة التكنولوجية أن تعطي عباقرة؟
يجيب علماء النفس التربويون بأن عقل الطفل ينمو بحواسه فالسمع والبصر والكلام كلها تنمو عبر التعلم وينمو معها العقل ويتطلب هذا النمو تدرجا منطقيا منظما ليس فيه تشويش من فوضى أو اضطراب في استعمال الحواس ، وما يقع للطفل اليوم مع الوسائل السمعية والبصرية هو فوضى في المعلومة واضطراب في الفهم فيقع التشتت الذهني ويضطرب النمو وتقع أمراض نفسية خطيرة غير متوقعة مثل التوحد والعزلة الذهنية واضطراب النمو العقلي ، فيستغرب الآباء من أحوال أطفالهم ، وفشلهم الدراسي واضطراب طفولتهم بالعصبية والصراخ والانعزال ، وكثيرا ما حذر المتخصصون الآباء من توفير الأجهزة الإلكترونية لأطفالهم منذ العام الأول من العمر إلى الرابعة عشرة ٠
كيف تعلم الطفل ليصير ناجحا وعبقريا؟
يجيب الخبراء عن هذا السؤال بأن الطفل يحتاج عقله إلى الهدوء الذهني والتدرج في التعليم بطريقة منطقية بعيدا عن الصخب الإلكتروني ، وذلك بتعليم الطفل اللغة بواسطة الورقة والقلم بدءا بالحروف والصوت والنطق ثم الكتابة وتعليمه كيف يكتب الكلمات التي ينطق بها والأشياء التي يستعملها في البيت وفي المدرسة ويراها بعينيه ويلمسها بيده ، ثم يردد هذه الكلمات كل يوم ، و يتدرج الطفل مع تعلم الجمل التي يستعملها في الحياة اليومية ويسمعها من أفراد الأسرة وتعليمه الحوار بكلمات يكتبها وينطق بها ثم يستعملها مع من معه من أفراد الأسرة ثم يردد النصوص التي يتعلمها في المدرسة مثل الأناشيد والنصوص الدينية والنصوص المسرحية ، يجب على الآباء ألا يملوا من ترديد هذه النصوص مع الطفل والحروف والجمل والقصص المقروءة ، ويجب الحرص على أن يكتب الطفل هذه الحروف والجمل والنصوص بحسب المستوى التعليمي الذي وصل إليه كما يجب عدم تعويد الطفل على تمضية الوقت أمام التلفاز إلا مرة أو مرتين في الأسبوع وعدم تعويده على حمل الهاتف فهو يشكل خطرا على نموه العقلي ، فتعليم اللغة أولا وقبل كل شيء هو السبيل إلى نمو عقل سليم ، ويمكن إرفاق اللغة بالصورة الورقية الملائمة والواقعية المرتبطة بالحياة اليومية للطفل ثم يأتي الحساب البسيط والأرقام والعمليات البسيطة : زائد ناقص بالكتابة على الورق دون استعمال الآلة إطلاقا كما تعلمت الأجيال السابقة وظهر منهم العباقرة ، أما إذا ترك الطفل للعالم الافتراضي فقد حكم عليه بالأمراض النفسية والعقلية ٠
تعليقات
إرسال تعليق