كثير من الناس لديهم طموحات يشتغلون لتحقيقها والأهم أنهم يحددون هذه الأهداف ويعرفونها ويعرفون حدودهم ويستغلون مواهبهم وما لديهم من إمكانيات ، وبالمقابل هناك أناس لا يهمهم الطموح ولا يعرفون حدودهم ولا يستغلون مواهبهم ، ولا يرغبون حتى في تحديد أهدافهم فتجدهم يقنعون بما هم فيه ويخافون من التجديد ويخافون من التغيير ويحبون الروتين وكل تغيير يحدث لديهم اضطرابا واستغرابا ، ويشكلون عائقا لمحيطهم بل و ينقلون العدوى لمن يعيش معهم بحيث يقلدهم أبناؤهم على الخصوص٠ وهذا النوع الذي لا طموح لديه سوى أن يأكل وينام ويعمل عملا لا يبذل فيه جهدا زائدا أو يسعى ليطور نفسه فيه ويعتبر كل جهد إضافي نزفا لطاقته يتعرض لمشاكل عدة منها المشاكل المادية والمعنوية وينظر إلى الطموحين الناجحين بعين السخط والحسد٠ ويترصد عيوبهم وعثراتهم ليبرر عجزه وركوده٠
أسباب العجز والركود في عقلية الخامل؟
يفسر علماء النفس أسباب وجود عقلية راكدة وعاجزة عن التطور بأنها كل شخص يميل بفطرته إلى الهروب من المسؤولية ومواجهة الحياة بكل حزم وعزم وهذا النوع يفتقد الحزم والعزم ويخاف من تحمل أي جهد مادي أو معنوي ويخاف من العطاء ويرفضه ويعتقد أن أي عطاء فهو خسارة بالنسبة له سواء عطاء في الجهد أو المال أو المساعدة المعنوية وهو يجهل قيمة هذا العطاء وينظر إلى الآخر بسوء نية وتنعدم لديه الثقة بنفسه بحيث يقول في نفسه : هذا أمر صعب واقتحامه مخاطرة ، ويكون هذا الشخص أبا أو زوجا أو أخا أو صديقا أو غير ذلك ولا يعول عليه ويؤكد علماء النفس أن هذا النوع من الشخصيات يكون ذكرا غالبا وقليل جدا أن يكون في الإناث٠ ويحدد علماء النفس الأسباب في الوراثة والتربية ويغلبون الوراثة أكثر فالطباع والصفات الموروثة جينيا لا يمكن تغييرها ولا تخلو أسرة تقريبا من هذا النوع الذي ليس له طموح ولا يعول عليه٠ ويكون نقطة سوداء داخلها٠
كيف يواجه الشخص الخامل نفسه ويغير منها ؟
من أخطر ما ينتج عن شخص خامل لا طموح له كمية الحقد التي يحمل داخل نفسه للناجحين والطموحين هؤلاء يراهم يستطيعون رسم أهدافهم ويجتهدون في تحقيقها ويحققون النجاح المادي والمعنوي ويحصلون على المناصب والرتب ويتنقلون من مكان لآخر يأخذون الخبرة ويزيدون من تجاربهم ويغتنمون الفرص المتاحة لهم بحزم وعزم ، فيدرك الخامل نقصه وجموده وركود أفكاره ويشعر بالعجز ويظهر ذلك فيمظهره والفوضى التي يعيش فيها وغالبا ما تجده وسخا برائحة كريهة لا تهمه النظافة ولا النظام ويشكل معضلة لأسرته ، ويقترح علماء النفس بعض أنواع العلاج لهذه الحالة تبدأ من الطفولة عندما يلاحظ الأبوان أن طفلهما خامل ولا يرغب في المعرفة والأنشطة الموازية في مدرسته. ينتبهون جيدا لذلك ويشجعونه على المشاركة مع زملائه ويحفزونه بجائزة عند كل إنجاز ويمنعونه من الرجوع إلى الوراء و يمدحون المشاركين معه و يصفونهم بالشجعان ويصفون الرافضين للمشاركة بالخاملين ٠ربما يغير الطفل من موقفه ويصير أقل خمولا ، ويجب أن تقوم المدرسة أيضا بهذا الدور لعلها تنقذ كثيرا من الأطفال من االطباع السلبية التي ورثوها من بيئتهم٠
تعليقات
إرسال تعليق