مرحلة المراهقة تتصف بالتحول في شخصية الطفل فهو يكبر وينضج ويعي العالم من حوله وتصبح له رغبات عديدة غير التي كانت لديه في الطفولة وأهم شيء يتغير في المراهق هو جسمه بحيث يصل إلى البلوغ ومعنى ذلك أنه يحتاج آلى الاستقلالية ومسافة الأمان من المحيط والأسرة ولم يعد يتقبل التدخل الشديد في شؤونه ، ويشرح علماء النفس هذه التغيرات بأنها مرحلة انتقالية من الطفل إلى الشاب أو الشابة وينظر إلى نفسه باضطراب فهو يحتاج إلى الاهتمام من الكبار وفي آن واحد يحتاج إلى الحرية، هذا الصراع الداخلي عند المراهق هو الذي يظهر على شكل شغب واندفاع وحيرة ، لذلك تجد المراهق إما في حالة شغب واندفاع أو في حالة انطواء وهروب ويمكن أن يجمع بين الحالتين بحسب المواقف التي يتعرض لها.
البيئة التي يعيش فيها المراهق هي التي تحدد سلوكه
الشغب عند المراهق هو ردة فعل تجاه بيئة عنيفة تعامله بقسوة وتقيد سلوكه وإرادته ويعاني من الإهانة والتنقيص والتقريع ويؤكد علماء النفس أن الشغب أيضا يكون ناتجا عن المبالغة في تدليل المراهق ووالمبالغة في تلبية حاجياته ورغباته فالمراهق يلعب على حبلين حبل الاندفاع وحبل الانطواء ويستعمل كل حبل بحسب المواقف التي وضع فيها لذلك فالأهل مطالبون بالاعتدال في التعامل مع المراهق بمنحه حرية وتكليفه بنفسه وبشؤونه في أغلب الأوقات ومنحه الثقة بنفسه وتوهيمه بأنه قادر على الإنجاز لأن هذه الثقة وهذا الوهم بأنه قادر تجعله فعلا قادرا مع مرور الأيام والتجارب على الإنجاز وينصح الخبراء باستعمال سياسة عين رأت وعين لم تر شيئا، واتخاذ مسافة الأمان مع المراهق ويجب تجنب ترك الفراغ الشديد لديه وتجنب إثقال كاهله بالضغوطات ،لابد من الحرية ووقت الترفيه والتشجيع والتقدير
المراهق يتحول إلى النضج والشخصية القوية عن طريق الحرية
لايمل الخبراء من التأكيد على الحرية المراقبة من بعيد لكل مراهق وتوفير الضروريات من مسكن وصحة وتعليم ولباس مناسب وتوجيه معتدل وتجنب العنف وتجنب التدليل الزائد وعندما يشعر المراهق بأن كرامته محفوظة كإنسان وأنه يحظى بالاحترام والتقدير فإنه يضطر إلى احترام المحيط وتقديره بالضبط كما يقدره المحيط ويحترم شخصه ،أما في حال شعوره بالاضطهاد والعنف والتحقير فإن ردة فعله هي الشغب انتقاما ويمكن أن يصل شغبه إلى مستوى خطير لا يمكن التنبؤ بعواقبه خاصة إذا كان يواجه بالعنف والقسوة،
تعليقات
إرسال تعليق