العلاقة بين الآباء والأبناء هي أروع علاقة في الوجود فهم دعم لبعضهم وسند لبعضهم في الشدة والرخاء ، ومن المفترض أن تكون كذلك ، ولكن بعض الآباء يفسدون هذه العلاقة بجهلهم ، وعدم قدرتهم على فهم أدوارهم تجاه أبنائهم ، فيخلقون المشاكل والخلافات التي لاحد لها وفي هذا المقال يقدم لنا علماء التربية وعلم النفس القواعد الأساسية للتعامل مع الأبناء وتربيتهم بالشكل الصحيح٠
الحوار الإيجابي
كثير من الآباء لاينصتون لأبنائهم ولا يجلسون معهم لمناقشة أمورهم ، ويكون السبب هو الجهل بأهمية الحوار أو الخوف من عدم القدرة على الأجوبة الصريحة لأسئلتهم وهذا أمر غير تربوي ، ولا ناجع ولا يعين على بناء العلاقة القوية بين الطرفين مما يزيد من الفجوة بينهما ويزيد المشاكل تعقيدا ٠وينتج عن ذلك مع مرور الوقت لجوء الإبنة أو الإبن في سن المراهقة إلى الآخرين للبحث عمن ينصت لهم ويشاركهم همومهم فيسقطون في بؤرة رفقة السوء ، ويصيرون لقمة سائغة للجميع ، ويحصل هذا في مرحلة المراهقة الحرجة التي تستلزم من الآباء أن يكونوا صمام الأمان لأبنائهم وأن يفتحوا لهم بابا واسعا للحوار معهم والإنصات لهم ومساعدتهم لحل مشاكلهم مع إعطائهم هامشا واسعا من الحرية ، لاختبار قدراتهم وإمكانياتهم في تدبير بعض شؤونهم مع مشاركتهم بين الحين والحين في انجاز ما لايستطيعون إنجازه في الدراسة والهوايات وغير ذلك، بعيدا عن أسلوب التهديد والشك والتصغير ٠
عززوا ثقتهم بأنفسهم
يرى الأبناء الصغار والمراهقين في آبائهم الأسوة والمستقبل وينتظرون سماع الكلمات المشجعة والجميلة منهم بينهم وأمام الآخرين، لذلك لاتكثروا من اللوم والتنقيص أو التقليل من شأن البنت أو الولد ، بل شجعوا وارفعوا معنوياتهم وأبرزوا ما أنجزوه أمام أفراد الأسرة ، وتحدثوا عما قاموا به من أشياء مفيدة في اليوم وأخبروهم بأنكم تعتزون بهم ، وبذلك تبنون الثقة في أنفسهم وتمنعون الفجوة بينكم وتساعدونهم في مسار الحياة ، دون الحاجة إلى دخيل أو مستمع غريب ، لأن البيت هو المكان الأمثل للنقاش وتوضيح الأمور ٠
لا أسرار بينكم وبين أبنائكم٠
إذا شعر الأبناء في فترة المراهقة أن آباءهم بعيدون عنهم في التوجهات والإنشغالات والهموم فإنهم يبحثون عن أساليب كثيرة خارج الأسرة تؤثر سلبا على حياتهم ، ومن هنا ينشأ الإنحراف وما يليه من تعاطي المخدرات والتدخين وغير ذلك من المصائب الأخلاقية ، والعلاقات المشبوهة ، ويوصي علماء النفس الآباء بربط صداقة قوية مع الأبناء في صغرهم ومراهقتهم وشبابهم ، وذلك بمشاركتهم. جميع أسرار الأسرة حتى الصغيرة منها بناء على أساس الصدق والصراحة المتبادلة ، ويجب أن يتعود الطرفان على البوح بالهموم لبعضهم البعض وسند بعضهم للبعض ، ومشاركة الهوايات والميولات ، وتخصيص وقت أسبوعيا للنزهة العائلية والأنشطة الترفيهية والضحك والبساطة لأن تأثير ذلك على الكل عميق وقوي ٠
خلاصة القول
الأبناء في كل مراحل الحياة يحتاجون إلى وجود الوالدين إلى جانبهم وجودا فعليا ، فيه من التوجيه والعطف والحنان ما يكفي حاجياتهم كي لا يبحثوا عن ذلك عند الغرباء ، كما يحتاجون إلى خبرة وتجربة الوالدين التي تغنيهم مدى الحياة فالأبناء يحبون أن تكون أمهم صديقة لهم ومستودع أسرارهم وسندهم في كل المواقف والأزمات ويحبون أن يجدوا في أبيهم العون المادي والمعنوي ، فإن حصل خلل في هذه الأدوار فإن العلاقة بينهم تكون غير سوية ويكون المسؤول الأول عن سوئها هم الوالدان ، مهما قدموا من أعذار٠
تعليقات
إرسال تعليق