العنف صفة مكتسبة لا فطرية ينشأ مع الطفل خطوة خطوة ، ليصل إلى ذروته فترة المراهقة والشباب ، ويصرح علماء التربية والنفس أن العنف يتشكل في سلوك الإنسان عبر ثلاثة مصادر مهمة وهي : الحالة الإجتماعية المتطورة ، ثانيا : التربية الأسرية ، ثالثا : وسائل الإعلام ولهذه الأخيرة النصيب الأكير في التأثير على سلوك الأطفال ، خاصة أفلام العنف والإثارة والمطاردات حيث يحتل فيها العنف الصدارة ، وهم يودون تقليد ومحاكاة ما يشاهدونه مما يشكل خطرا عليهم وعلى محيطهم ، ونلاحظ أن أفلام الرعب والخيال العلمي تبث للأطفال بشكل واسع ، لذلك هناك احتمال أن جميع الأطفال قد يتعلمون نماذج سلوكية معادية للمجتمع من خلال وسائل الإعلام٠
إدمان الأطفال على مشاهدة برامج العنف ٠
بينت مجموعة من الدراسات أن الأطفال يميلون إلى مشاهدة الأفلام الكرتونية العنيفة. وأفلام الرعب وألعاب. الفيديو العنيفة ، مما يؤدي إلى انجذاب غير طبيعي للتلفاز واللوحة الإلكترونية والأنترنيت في عمر ست سنوات إلى عشر سنوات مما يغير من درجة الوعي لدى الأطفال حيث ينقلب الأمر إلى نوع من الإدمان ، وينتج عن ذلك تراجع قدرة الطفل عن اكتشاف مواهبه وممارسة أنشطته وهواياته ، ويحرم من الكلام مع أسرته والتجاوب والتحاور ويخلق له عالما خاصا به وحياة بعيدة عن الواقع ، إضافة إلى كسله في التفكير اللفظي المبني على الكلمة ، فلا يستطيع فهم ما يقرأه وتضيع بعض المناطق في المخ عن أداء وظائفها ، كما يقع في كثير من الحالات تعطيل بعض الحواس كالشم واللمس ٠
برامج العنف تحول الطفل إلى عدواني٠
يولد العنف في الأفلام سواء الكرتونية أو السينمائية لدى الطفل خوفا وهلعا من العالم المحيط به ويجعله أشد عدائية في المدرسة ومع زملائه ويتحول إلى مراهق عدواني ميال إلى افتعال المشاكل ، لأن ثقافة العنف ترسخت لديه بفعل المشاهدة اليومية لبرامج العنف ، فتتواصل معه نزعة العنف إلى مراحل متقدمة من العمر فيصبح من السهل عليه أن يرتكب جرما بأعصاب باردة٠ويؤكد الخبراء أن الأطفال ما بين السادسة والثامنة من العمر هم في مرحلة دقيقة وحساسة من مراحل نموهم ، حيث يكتسبون فيها العادات والتصرفات الإجتماعية. التي ترافقهم طول حياتهم ،فإن أمضوا هذه المرحلة في مشاهدة أفلام العنف وألعاب العنف يترسخ في أذهانهم أنها عمل شجاع يستحق التقدير ويتوهمون أنه جزء طبيعي من الحياة اليومية، ويمكنهم ممارسته بسهولة ٠
كيف تحمي طفلك من العدوانية ؟
الطفل يحتاج إلى رعاية واهتمام خاصة فيما يتعلق بوقته الذي يجب أن يدبره الأبوان بكل وعي ومسؤولية ، والإهتمام بتنمية قدراته وإبداعه تقع في المرتبة الأولى ولكي نحقق طفلا مبدعا متوازنا يجب أن نبعد عنه كل أسباب العنف الإعلامي ونختار له البرامج التي تقوي مواهبه وإبداعه كالرسم والخطوط والمنحنيات والنقاط ، والقصص المسموعة الهادفة والأنشطة الرياضية والترفيهية الخالية من العدوانية ، وممارسة هواياته وإنجاز دروسه وممارسة اللعب مع أفراد الأسرة والحديث معهم حول ما يعنيه وما يفكر فيه وما يطمح إليه وما يحبه وما يكرهه وما يضحكه ، وما يزعجه في المدرسة وفي البيت وفي نفسه ، هذه هي التربية الحقيقية التي تثمر إنسانا سويا نافعا لنفسه ولمحيطه ، أما ترك الطفل لوسائل الإعلام والأفلام العدوانية وبرامج العنف فإن ذلك طرد للطفل من حياة الأم والأب لأنهما منشغلان عنه بأمور أخرى دون شعور منهم بأنهم يعدون إنسانا منحرفا سيعانون منه هم أولا ثم المجتمع ثانيا٠
اانظر ايضا
تعليقات
إرسال تعليق