عدم القدرة على احتمال الضجيج والأصوات العالية يعتبر اضطرابا يسمى : احتداد السمع ( hyperacousie ) , وهو إعاقة حقيقية عند كثير من الناس ، ويجب أن يفهم المصابون باحتداد السمع أسباب هذه الحالة وكيف يحمون أنفسهم منها ٠ لذلك يقدم لنا الخبراء تفسيرا لمرض احتداد السمع وطريقة معالجته ٠
أسباب احتداد السمع وعدم القدرة على تحمل الضجيج٠
إن العلاقة بين الأذن والدماغ هي التواصل الجيد وهما عضوان هامان جدا ، وعلاقتهما مركبة ومعقدة ، ومن ناحية أخرى فإن الأذن الداخلية مكونة من خلايا سمعية على شكل خيوط تتحرك بحركة الصوت المنتشر في الهواء بسبب إصطدام شيئين ، ومن ناحية أخرى فإن العصب السمعي يرسل الخبر أو المعلومة بواسطة كود إلى الدماغ والدماغ يترجم المعلومة لنتعرف على حقيقة الصوت ومصدره ٠ ولكن هذه العملية الميكانيكية ليست قوية جدا فهي يمكن بسرعة أن يصيبها خلل إذا تعرضت لعامل ما يعرقل إحدى مراحلها ، فتضطرب وهنا يظهر مرض احتداد السمع أو عدم تحمل الضجيج ٠
اضطرابات الجهاز السمعي٠
السمع الكثير ولأي صوت ليس دليلا على سلامة السمع ، بمعنى هناك من المرضى من يسمعون أي صوت بطريقة قوية فهم يعانون من اضطراب في الجهاز السمعي ويتعلق الأمر بحسب الأخصائيين بالصمم المرافق للحساسية الشديدة في السمع ؛ وهذه المرحلة تجعل الحياة صعبة ، فالشخص العادي لا يشعر بالضجيج إلا عند 120dècibels , بينما الشخص المريض يشعر بالألم عند80 , فلا يحتمل أضعف الأصوات مثل صوت الأواني. في المطبخ ، أو صوت طفل يبكي ، ولا يتحمل حتى صوت الأكياس البلاستيكية٠ ، ويؤكد الخبراء أن سبب هذا الإضطراب هو مجموعة من العادات اليومية يمارسها الإنسان بدون اهتمام بها وهي : السماع إلى الموسيقى بصوت مرتفع ، والتعرض لضجيج الآلات ، في المجال الفلاحي والصناعي وغيرها وصفارات الإنذار والمطارات والتي لا نستطيع حماية أنفسنا منها ، فهي غالبا أسباب نقص السمع ، واضطراب الجهاز السمعي يرتبط أيضا بتناول الأدوية مثل أدوية الشيميوتيرابي ، والمضادات الحيوية ، والتوتر والعياء الشديد ، والإكتئاب ، كلها تؤدي إلى خلل في الجهاز السمعي ٠
معالجة احتداد السمع ٠
يشعر المريض باحتداد السمع بآلام في الرأس والأذن ، والخطوة الأولى التي عليه فعلها هي زيارة الطبيب وفحص الأذن والرأس ، ويجب عمل أوديوغرام ( audiogramme) , للكشف عن الإعاقة السمعية ، ويقدم الطبيب المختص علاجا عبر الآلة السمعية ( prothéses auditives) , أو طرق أخرى يحددها حسب الحالة ، ومع مراحل العلاج يستطيع الدماغ استعادة قدرته على على تحمل الأصوات وتدبيرها ، ويؤكد الأطباء المختصون أن العلاج الطبي ضروري في حالة الإعاقة السمعية ٠
الوقاية من احتداد السمع٠
من أجل تجنب احتداد السمع المزمن ، يجب حماية الأذن بواسطة سدادة أو غطاء في حالة الضجيج القوي ، ويجب اقتناؤه من الصيدلية واستشارة الصيدلاني ، كي لايوضع في الأذن شيء يضرها بدل أن يعالجها ،
ويحذر الخبراء من الصمت التام والهدوء المبالغ فيه ، لأن المسار أذن دماغ يجب أن يشتغل باعتدال ، كي لا يصيبه العجز ، كما يحذر الخبراء من التدخين والكحول والتوتر وغيرها من الموبقات فهي تدمر الخلايا السمعية ، وينصحون بالنوم الجيد والغذاء السليم والإكثار من الخضر والفواكه والسمك ، من أجل تجديد الخلايا ، والرياضة في الهواء الطلق وتجنب السمنة ، لأنها من الأسباب أيضا في إعاقة السمع٠ ويمكن أن تتحول هذه الإعاقة إلى مرض نفسي يسمى فوبيا الأصوات. ، حيث يخاف الشخص خوفا شديدا من أي صوت ويعيش في عزلة تامة ، وهذه الحالة تستوجب علاجا نفسيا ومتابعة طبية علاجية مع طبيب نفساني٠
تعليقات
إرسال تعليق