القائمة الرئيسية

الصفحات

الأطفال يحتاجون أيضا إلى الحرية !

 من الطبيعي أن تخاف الأم على أطفالها من الأخطار عندما يبتعدون عنها ،  ولكن المبالغة في الخوف تشعر الأطفال بالاختناق  وبحرمانهم من قسط  من الحرية   ، ويؤكد علماء النفس أن الأطفال   يحبون الانطلاق و الشعور بالثقة بالنفس  والقدرة على التصرف بكيفية سليمة وطبيعية  دون مراقبة شديدة  أو  توجيه شديد لكل حركة  يقومون بها، ويقدم  لنا علماء النفس  كيفية التعامل مع الأطفال  وكيفية توجيههم دون حرمانهم من الحرية٠





حرمان الطفل من الحرية لدرجة الاختناق٠



تردد الأم  دائما : انتبه ستسقط ؛   انظر أين تضع رجلك،  لاتذهب إلى هناك هناك خطر ،   ٠٠٠٠ هذه الأقوال يسمعها الطفل يوميا  ، والأم لاتستطيع  التوقف عن قولها ،  في كل مرة ترى طفلها  يقدم على مغامرة أو يحاول أن يخوض تجربة عادية  يأخذها الرعب   خوفا من وقوعه في خطر ، وهناك أمهات يتوقعن  الأسوء بمجرد أن  يغيب الطفل عن مجال رؤيتهن   سواء عند ذهابه إلى روض الأطفال أو إلى المدرسة  أو إلى رحلة أو غيرها ، وعند عودته تسأله عن كل شيء ماذا فعل وأين كان  وماذا رأى  ومع من ،  والمشكلة  هي أن هذه العلاقة   الشديدة الاندماج  ينتج عنها  القلق والتوتر عند الأم  و الخوف  والشك عند الطفل ،   فما تشعر به الأم يشعر به الطفل بكيفية مضاعفة  فيبدأ الطفل في الشك في نفسه  وفي العالم الخارجي وفي الآخرين٠




الطفل  يفقد الحرية ويفقد الثقة بنفسه٠



الطفل في هذه الوضعية  يفقد  ثقته بنفسه ، ولايقدر على  القيام بأي خطوة نحو الأمام ، ولا يستطيع أن يقوم بمبادرة   و لا يملك الإستقلال الذاتي   ويصبح تابعا  للآخرين يفكرون له ويوجهونه ويعتقد أنهم يعلمون أكثر منه ، وهذا خطأ تربوي فادح ،  وعندما يصل الطفل إلى سن المراهقة يتمرد على نفسه وعلى كل من يحيط به ويتهمهم بأنهم حرموه من الحرية الطبيعية  ، ويشعر بأن هذه الحماية الشديدة أفقدته شخصيته وحريته ،  فيبدأ   في استفزاز المحيطين به ومنهم أمه ليبين لهم أنه على خطأ حين يشكون في قدراته ٠



أسباب خنق حرية الأطفال؟ 



يقول علماء النفس : إن الأسباب التي تدفع بالأم أو الأب إلى. خنق حرية الأطفال والشك في قدراتهم وحمايتهم بشدة هي أسباب نفسية ، منها  : صعوبة الحصول على الأطفال  فهو الطفل الوحيد  بعد معاناة مع العقم ، أو الطلاق والطفل هو المؤنس الوحيد  أو فرد الأسرة المتبقي ،  فيحاول الأب أو الأم أن يحمي نفسه من الوحدة  فيربط العلاقة  القوية  التي تفسر  التمسك الشديد المتجاوز للوضعية العادية، كما أن فقدان فرد من العائلة  يكون أيضا سببا في هذه الوضعية غير العادية ، ومن أجل تجاوز هذه المشكلة لابد من  الوعي بها أولا٠


كيف تمنح أطفالك  حقهم الطبيعي من الحرية؟



يقول علماء النفس : لابد من إدراك  الوضعية الخاطئة لننتقل إلى الوضعية الصحيحة ، : إن الخوف الشديد على الطفل ليس في صالح الأم  أو الأب ولا هو في صالح الطفل ،  فهو شعور سلبي  وطاقة سلبية ،  والخطاب  المشحون بالتحذير واللوم  باستمرار يؤدي إلى نتائج عكسية شديدة الخطورة على شخصية الطفل ومستقبله ،  فهو يؤدي إلى شخصية مكتئبة وعاجزة عن مواجهة الصعوبات وعدوانية  إلى درجة لا يمكن التنبؤ بها٠ والشيء الخطير هو   أن العلاقة التي تبنيها بينك وبين طفلك بحمايته الزائدة تأتي لك بنتائج عكسية فيفر منك  في أقرب فرصة    دون أن  يعتبر مشاعرك٠

الخطوة الثانية ، بعد الوعي بالمشكلة ، إسأل أو إسألي طفلك ماهي النقط  التي يحب أن تكون له فيها حرية أكثر ؟  وفسر له لماذا تخاف عليه ومماذا تخاف عليه بالضبط؟   ثم اتفق معه على الأفعال التي سيقوم بها   ويراقب نفسه بنفسه فيها ،  وامنحه  قدرا من الحرية بدون مراقبته عن قرب واتركه يخطئ  مرة مرة كي يتعلم ،  واترك له الحرية في طلب المساعدة  وقل له:  إذا احتجت إلى مساعدتي فأخبرني  ، وتكون مراقبتك من بعيد  لا يشعر بها٠ ثم شجعه أو شجعيه  وكافئيه على إنجاز قام به وحده  وحمليه مسؤولية شيء معين  وقولي له افعل هذا العمل فأنت قادر عليه   ، وتابعيه من بعيد حتى يشعر أن له حريته  وأن عليه أن يقوم بأعمال هو مسؤول عنها ، على قدر عمره  وإن أخطأ  يحاول مر ة  أخرى٠


***********************


***********************

مواضيع قد تهمك × +
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع