الإكتئاب مرض نفسي وعضوي في آن واحد ، وأكبر أسبابه هو خيبة الأمل ، والأحلام المؤجلة ، حيث يبدأ بموجة حزن عميق تجاه شيء ما ويتحول مع الأيام إلى اكتئاب وهو مرتبط بكسر يحدث في النفس وخيبة أمل في أحلام تتكسر على صخرة الواقع ، وهنا ناقوس الإنذار ليغير الشخص المصاب نظرته إلى الأمور. وإلى الحياة ككل ، لأن كثيرا من الناس يعلقون آمالهم على شيء معين ويحلمون بأن هذا الشيء هو سبيل السعادة ولكن هذا الحلم لا يتحقق أو يتحقق ولكنه لا يحقق السعادة ، لذلك يؤكد علماء النفس على ضرورة فهم الواقع كما هو دون أن نسقط عليه شيئا ليس فيه ، ويفسرون المسألة كالتالي٠
ضرورة معرفة النفس والمحيط أولا٠
يجب على كل شخص أن يبحث عن معرفة نفسه وحدودها ، ماذا تستطيع أن تنجز وما قدراتك ؟ وماهي أحلامك الممكنة والمحتملة؟ وماذا أنجزت إلى حدود اليوم؟ وماهو المحيط الذي تعيش فيه ؟ هل يساعدك على تحقيق أحلامك الممكنة والمحتملة؟ وماهي المعيقات. الظاهرة والخفية التي تعرفها والتي يحتمل أن تكون في المحيط ، فمعرفة. هذه الأمور ضرورية لإدراك حدود الأحلام الممكنة والمحتملة ومعرفة القدرات والإمكانيات دون مبالغة في طلب المستحيل من الحياة أو من الواقع ٠ ويؤكد علماء النفس أن أي شخص يملك موهبة واحدة على الأقل ويجب عليه اكتشافها والإشتغال عليها منذ وقت مبكر ، ويجعل منها هواية تدخله إلى الواقع وتخرجه من عالم الوهم الذي يسيطر في حال الفراغ ٠
الهوايات علاج للإكتئاب٠
النزول إلى أرض الواقع مهم جدا لحصول الإقتناع بالقدر ، وبأن الحياة مليئة بالنقص وليس هناك شخص على وجه الأرض تحققت كل أحلامه ، فإذا تحقق جزء منها فتلك نعمة نشكر الله عليها ، وإن أصيب الشخص بخيبة أمل فذلك أيضا من صفات الحياة ومن المهم جدا أن يشغل الشخص نفسه بنفسه أولا بمواهبه و يحولها إلى هوايات. قابلة للإنجاز ، والهوايات متعددة لا حصر لها حسب المواهب والقدرات يشغل الشخص نفسه يوميا بما يتقنه ويمتعه دون كلل أو ملل ، فكم من الناس عالجوا اكتئابهم بهواية الرياضة والطبخ والسفر والبحث العلمي والقراءة والفن والموسيقى ٠٠٠٠٠ثم تقبلوا كل ما يأتي به القدر لكنهم غيروا أفكارهم نحو الأفضل : كل ما لم يتحقق من الأحلام ليس مهما وما. تحقق هو المهم وأهم شيء هو العمل والإنجاز وأسوء شيء هو القعود والخمول وا نتظار المجهول وهو الخطأ الفظيع ٠
نصيحة علماء النفس٠
ينصح الخبراء بممارسة الهوايات يوميا بدون توقف ، والإنشغال بالأشياء التي تهمنا وتمتعنا ونستفيد كل يوم تجربة وخبرة ونقتنع بما حققناه. ونسعى بالعمل إلى تحقيق الممكن والمحتمل. ولا نسعى لتحقيق المستحيل ، فالمستحيل يبقى في دائرة التمني ، وإذا دخل الشخص في دائرة المتمنيات دخل إلى خطر الإكتئاب ، فالواقع أولى أن يعاش بالرضى والقبول والعمل والسعي وممارسة الهوايات الممتعة والنافعة٠
ولمساعدة الشخص الذي يعاني من الإكتئاب لابد من التغذية الجيدة والرياضة وشرب الماء بعد تغيير الأفكار السلبية إلى الأفكار الإيجابية المبنية على تقبل الواقع ومحاولة تغييره بالممكن والمحتمل والمفيد٠
تعليقات
إرسال تعليق