في المجتمع العربي لازالت المرأة العربية تتعرض للتحرش الجنسي ، ويفسر علماء الإجتماع هذه الظاهرة بأن الإنسان في الدول المتخلفة ثقافيا , لا يحترم الحدود الفاصلة بينه وبين الآخر ، فيستبيح لمسه أو التدخل في خصوصياته بما في ذلك حميميته ، لذلك نجد داخل المجتمعات العربية ظاهرة التحرش الجنسي واستغلال هذه الإستباحة بطريقة كبيرة ، لكونها تحقق للمتحرش متعة ولذة منحرفة ٠ والأمر يتعلق بالمرأة والطفل بشكل كبير ، لكون الصورة التي يحملها الذكر في المجتمع العربي عن المرأة أنها مجرد جسد٠ وعليها أن تبذل مجهودا كبيرا لتتفوق عليه وتفرض عليه نظرة أخرى٠
تدخل القانون في محاربة التحرش الجنسي غير كاف٠
القوانين وحدها غير كافية للقضاء على هذه الظاهرة لأنه ليس الوسيلة الوحيدة لتغيير المواقف والإتجاهات و تعديل التمثلات والممارسات ، خاصة وأن التحرش والإعتداءات الجنسية لايمكن إثباتها بالدليل دائما ، لذلك ينبغي أن يصاحب القانون إجراءات اجتماعية وأخلاقية أخرى ، مرتبطة بتعديل الصورة النمطية المخجلة التي تروجها المناهج الدراسية والبرامج الإعلامية عن المرأة ، وحل مشكلة المناصفة والمساواة في الحقوق ٠ ومن جهة أخرى لابد من تربية الفتاة العربية على تغيير نظرتها لنفسها وتعليمها ألا تربط قيمتها بجسدها ، كي تفهم أن التحرش بها فيه احتقار لها وليس معناه أنها مطلوبة و محبوبة فالفتاة في كثير من الأحيان تشجع المتحرشين على أفعالهم المنحرفة وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها ، والسبب هو التمثلات الخاطئة التي تحملها عن جسدها و قيمتها بفعل التربية الخاطئة٠
آليات الردع مختلفة٠
أهم آليات الردع هي : إعادة النظر في المنظومة التربوية بشقيها الأسري ؛ والتعليمي ويتطلب ذلك الإهتمام بالبيئة الإجتماعية والعلاقات البشرية و قواعد التواصل ثم يجب أن يقوم الإعلام العربي بدوره في التحسيس والتوعية بالقانون و العقاب ، لكل من يسيئ إلى الآخر سواء كان امرأة أو طفلا ، فتظافر الجهود بين القانون والزجر والتربية الجيدة داخل الأسرة والمدرسة والتوعية الإعلامية يمكن أن تغير من السلوكات المنحرفة داخل المجتمعات العربية٠
***********************
***********************
تعليقات
إرسال تعليق