لا زالت المرأة العربية تعاني من ضغوطات كثيرة تؤثر على سيرها وحياتها ومستقبلها ، وليس هناك أبحاث أكاديمية في علم الاجتماع تتناول المشاكل العميقة التي تعيشها المرأة على المستوى الإجتماعي والإقتصادي داخل الأسرة والمحيط بالرغم من أن هناك بعض الأبحاث القليلة والتي لم تصل إلى إسماع صوت المرأة هذا الصوت الخافت أو المحتشم بفعل عوامل نفسية واجتماعية قاسية تمنع من التصريح المباشر بالوضعية المزرية للمرأة العربية٠
المعاناة من غياب الحقوق ٠
تتعرض المرأة العربية لضغوطات خطيرة ، ترتبط بالأسرة والمحيط فمنذ سن الطفولة وهي مطالبة بالخضوع والسماع والإنصات والطاعة للكبير ، وللأب وللأم ورأيها ورغباتها وحقوقها ملغاة ، وفي كبرها تنشأ على أنها جسد لا يصلح إلا للزواج والإنجاب وأشغال البيت وطاعة الزوج كيفما كان نوعه ، ويفسر علماء الإجتماع في بعض البحوث القليلة في هذا الشأن أن الموروثات التقليدية وسلطة الأب والتفكير القبلي الذي يعود إلى ما قبل الإسلام من اعتبار المرأة مواطنة من الدرجة الثانية أو الثالثة وتجريدها من كثير من حقوقها هو العامل الأساس في أوضاعها المزرية في المدينة والقرية في الدول العربية٠ فالمرأة في البادية آلة لإنجاب الأطفال وإنجاز الأشغال داخل البيت وخارجه دون مقابل من الحقوق والإعتراف ٠ زيادة على تزويج الفتاة مباشرة بعد البلوغ لتدخل في سن مبكر لجحيم خدمة الرجل و الإنجاب وأشغال البيت والحقل طيلة حياتها دون اعتراف أو حقوق إنسانية٠
المرأة العربية لا تستطيع مواجهة هضم حقوقها٠
تربية المرأة العربية تلزمها بقبول وضعية لا ترتاح فيها ولا تسعد ؛ وبالتالي تضحي بسعادتها بالرغم منها ، وليس عن طواعية ، فهي ملزمة عندما تصير أما وزوجة أن تخضع لرغبات الزوج والأبناء وتخدمهم بكل ما تستطيعه من قوى وتصبر وتقبل واقعا مفروضا عليها وهو واقع الزوج الذي يكون إما متسلطا أو ضعيف الشخصية أو لامباليا ، أو منحرفا أو غير مبال بها ولاينفق كما أمره الشرع بذلك ٠٠٠٠ أنواع متنوعة من صفات الرجل العربي الذي تضطر المرأة العربية تحمله طيلة حياتها ، ونظرا لأن كثيرا من النساء العربيات ليس لديهن دخل قار فإنهن يشعرن بالهشاشة ويعتقدن أن طلب الحقوق المشروعة. يؤدي إلى خراب بيوتهن ٠ وحتى اللواتي وصلن إلى مستويات عليا في العلم والعمل يعانين من هضم الحقوق داخل البيت وخارجه وخاصة ما يتعلق بالاعتراف. والتعاون والاحترام ، وتبقى المرأة العربية سواء المتعلمة أو الأمية تعيش معاناة مجتمع مضطرب ما بين القوانين والتقاليد والأفكار الخاطئة ٠
تعليقات
إرسال تعليق