القائمة الرئيسية

الصفحات

 الكلام  عنصر أساسي في بناء العلاقات الإجتماعية ،  سواء  داخل الأسرة أو في العمل أو  في الأماكن العمومية وفي جميع العلاقات التي تربط الإنسان بالآخرين،   ولكن كثيرا من الناس يفسدون  علاقاتهم بكلامهم  ،   ويجهلون  قواعد  التواصل   وما ينتج عن كل قول يتلفظون به ،  فالتواصل  الجيد يحتاج إلى  معرفة  بقواعده   واطلاع على  طرقه  وكل جهل بقواعد الكلام   ينتج عنه فشل في العلاقات وفي الحياة ككل ،  وكثير من المشاكل الإجتماعية والأسرية   والمهنية  سببها   الكلام وطرق التواصل ، لذلك يركز علماء  اللسانيات   وعلم التواصل على خطورة الكلام والألفاظ المستعملة في  الحوار والمخاطبة٠




الكلام المؤدي إلى فشل العلاقات٠


كل  شخص  يعبر عن نفسه  بالكلام  وطرق التواصل الخاصة به  ، و كلامه ليس نابعا من فراغ ، بل هو نتاج   لتربيته  وتعليمه أو جهله ، ومن شخصيته  وأخلاقه  وكيفية فهمه للعالم  المحيط به  ، ومبادئه   و تراكمات تجاربه  التي يمكن أن يستفيد منها ويمكن ألا يستفيد منها شيئا،  وكذلك من مستواه الثقافي ومزاجه وطبائعه٠  كل ذلك يعطينا نوعية الكلام الذي نعبر به  عن أنفسنا  ، والمشكلة في قضية الكلام هي   استعمال ألفاظ ومعاني  في  غير محلها أو استعمال ألفاظ ومعاني  غير لائقة بالمقام   أو  سيئة  تفسد العلاقات   مع عدم مراعاة  شعور الأشخاص المخاطبين   وعدم إتقان  التعبير في محله  والخروج عن الآداب العامة   ، بل هناك من يستعمل قاموس الشتم  والسب ، والنميمة   في حق أشخاص مقربين  لأسباب. وبدون أسباب   ويعتقد أنه على حق  ،       وداخل الأسرة تكون القضية أصعب  وعواقبها  خطيرة على  العلاقات الأسرية  ، وهذه الظاهرة  تسود كثيرا في  العالم العربي  ،  حيث نجد قطع صلة الرحم بسبب الكلام ونوعيته ،  فالأب مثلا بحكم سلطته الأبوية  يعنف الأبناء بالكلام  ، فيستعمل  الألفاظ القاسية  في محاورتهم وتربيتهم   بدون أن يدرك عواقب  ذلك على شخصياتهم ، فهم يكبرون  وتبقى كلمات الأب راسخة في ذاكرتهم  وتعطي نتائج عكسية عما ينتظر منهم ،  فهناك من هجر والديه بسبب الكلام  الذي كان يسمعه طيلة طفولته وشبابه ، بل هناك عداوات. قاسية بين بعض الأبناء ذكورا وإناثا  وبين آبائهم  أو بين الإخوة أو بين الأقارب بسبب جروح الكلام٠




الكلام الطيب  يبني علاقات قوية لا تنفصم٠





الكلمة الطيبة  شجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، والكلمة الخبيثة   شجرة خبيثة  ليس لها قرار  ولاتنبث إلا الشوك ، فالكلام الطيب الذي يحمل رسالة الحق والتسامح  والتعاون ومراعاة المشاعر والمواقف   والتشجيع  والتفاؤل  و النصيحة برفق ،   والصمت في كثير من الأحيان   يكون أفضل من الكلام  فهو معبر بشدة ومؤثر  يعالج  كثيرا من المواقف  ويخلص من كثير من المصائب،  ومن كان يؤمن بالله واليوم  الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ،  فتبعات الكلام  شديدة  وليست هينة ،  ويجب أن يتعلم كل شخص آداب الكلام  سواء داخل الأسرة أو في الأماكن العمومية أو في  أماكن العمل وفي كل المواقف  فالتواصل علم  قائم بذاته  والجهل به يؤدي إلى   مشكلات لا حصر لها ، ويوصي علماء التواصل  بالتفكير جيدا  أثناء إلقاء الكلام   في كل المواقف   والبحث عن الألفاظ المناسبة والتعابير  الملائمة  للنجاح في بناء العلاقات  والحذر من إطلاق اللسان على عواهنه  وقول ما يمكن  الندم عليه طول الحياة٠


***********************


***********************

مواضيع قد تهمك × +
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع