الزواج من الأجنبي أو الأجنبية أمر شائع في كل المجتمعات البشرية منذ القديم وهو يعني اجتماع شخصين مختلفين في ثقافتهما وبيئتهما وعقليتهما وتربيتهما وطريقة تفكيرهما ، والشيء الذي جمعهما هو انبهار كل طرف بالآخر وتوسم التغيير لأشياء كثيرة في حياة كل منهما ويعتقد كل واحد منهما أن الطرف المختلف سيخلق السعادة المفقودة والتي يعتقد أنه لن يحققها مع شخص من نفس ثقافته وهذا ليس مشكلة في حد ذاته ، وكل شخص له الحق في اختيار الشريك بكامل حريته والذي يعتقد أنه سيجد معه السعادة٠والأمر الذي يتحدث عنه علماء الإجتماع وعلماء النفس هو : هل يحاول كل طرف أن يتعرف على الطرف الآخر جيدا قبل الإرتباط به؟
أمور لابد من معرفتها قبل اتخاذ قرار الزواج بالأجنبي أو الأجنبية ٠
قرار الزواج ليس سهلا لأنه يتطلب معرفة جيدة بالشريك ويجب التركيز على الأمور التالية : أولا قوانين بلده في الزواج والأبناء والطلاق وحقوق الزوجة الأجنبية ، وقيمة عقد الزواج بالأجنبية و قانون الإقامة ونوعية الوثائق ومعرفة الحقوق والواجبات بدقة ، ثم معرفة التقاليد السائدة في بلد الشريك ومجتمعه وكيف ينظرون إلى زوجة أجنبية و هل ستضمن الزوجة الأجنبية حقوقها كاملة أم ستعامل بدونية ، فإذا كانت المرأة على اطلاع جيد بالوضعية القانونية والحالة الثقافية والتقاليد التي هي مقبلة عليها وكان الشريك يشرح هذه الأمور و قبلت المرأة كل هذه الأوضاع عن اقتناع ووجدت فيها حفظا وصيانة لحقوقها وكرامتها فقرارها يكون صائبا٠ وإن اكتشفت أن هذه الأمور غائبة وأن المجتمع الذي ستدخل إليه غريب جدا عن ثقافتها ومعتقداتها ، وقناعاتها فمن الأفضل التفكير أكثر قبل أي قرار ، كي لا يكون هناك أخطار يمكن أن تتعرض لها٠
مشاكل تقع في الزواج بالأجنبي غير متوقعة٠
إذا لم يبن الزواج المختلط على تفكير مسبق وتدبير جيد لكل جوانبه الإجتماعية والقانونية والإقتصادية فإن عدة مشاكل تطرح خاصة أمام الزوجة الأجنبية والتي تقطن في بلد الزوج ومنها على الخصوص: مشكلة الإقامة ، ومشكلة الطلاق والأبناء حيث يمكن أن تحرم الأم من أبنائها في حال وقوع الطلاق ، كما تتعرض المرأة الزوجة الأجنبية إلى ضغوطات لتتنازل عن كثير من حقوقها مقابل بقائها مع أبنائها ، أو عملها أو ممتلكاتها ، وفي بعض الثقافات تفرض التقاليد على الزوج أن يتزوج بزوجتين بنت البلد الأصلي والزوجة الأجنبية وتعطى الحقوق للأولى والزوجة الثانية تعتبر غريبة مهما قامت به من تضحيات ٠ والذي ينصح به علماء الإجتماع خاصة في البلاد العربية أن يطلع كل طرف على الثقافة والقانون والتقاليد التي تسود في البلد ليكون الزواج مبنيا على القناعة والإقتناع ويكون القرار نابعا من معرفة مسبقة بالعواقب و بأقل الأضرار في حال عدم نجاح الزواج٠
التفاهم والحوار والوضوح ضروري في قرار الزواج ٠
ينصح الخبراء الأشخاص الذين قرروا الزواج من الأجنبي أو الأجنبية بإقامة حوار صريح وواضح يطرحون فيه جميع الجوانب المهمة المتعلقة بالحياة الزوجية بما فيها الجانب الإقتصادي والمادي والواجبات الزوجية والأسرية والحقوق والجانب القانوني والتقاليد والأخلاق والسلوك كي لا تقع المفاجئات فيما بعد وتتعقد الأمور بشكل خطير وتكون المشاكل عويصة خاصة مع وجود الأبناء ٠
تعليقات
إرسال تعليق