هذا الموضوع موجه للشابات والشباب الذين يفكرون في إنشاء أسرة ، وهم غافلون عن مرحلة مهمة جدا وحاسمة وهي مرحلة الإستقرار المادي والقدرة المالية ، لأن مشروع الزواج يبنى على القدرة المالية أولا وقبل كل شيء ، لذلك يؤكد العلماء المتخصصون في علم الاجتماع والأسرة أن كثيرا من المشاكل الاجتماعية سببها عدم الأهلية للزواج ، وليس كل شخص مؤهلا أن يكون أبا ومسؤولا عن الأسرة وليست أية امرأة مؤهلة لتكون أما ومسؤولة عن الأسرة فالأمر ليس بالبساطة التي يعتقدها كثير من الناس ٠
الزواج يحتاج إلى كفاءة علمية ومالية ٠
يتحدث الخبراء عن مرحلة الاستقرار المادي ، بمعنى أن يتمكن الشاب والشابة من تكوين نفسيهما وإعدادها للعمل المنتج ، فالعمل لابد منه لكليهما ويشترط فيه أن يكون قارا ومتطورا ، ومدرا لدخل متوازن غير منقطع ثم أن يتصف بالتطور والنمو ، وأن يكون كل من الشابة والشاب قادرا على إنشاء مشروع شخصي وتطويره والحرص على الابداع والابتكار فيه والاستمرارية في تنميته ، وهذا الأمر يتطلب جهدا وزمنا لذلك لابد من البدء باكرا ، قبل التفكير في الزواج أي منذ بداية المسار الدراسي أو التكوين في مهنة معينة ، ويجب أن يؤمن كل طرف بضرورة استقلاله المادي إيمانا قاطعا ، واستقراره المادي قبل الزواج لا بعده ، ونحن نرى في الواقع نماذج كثيرة من الشباب والشابات الذين تزوجوا أولا قبل التفكير في الاستقرار المالي والمادي ، وهم يعيشون معاناة شديدة تهدد حياتهم وتهدم أحلامهم وينتهي بهم الأمر إلى احتمالين: الصبر على المعاناة التي لايعلمون نهايتها ، أو إنهاء الزواج بالطلاق وما يترتب عليه من تبعات ثقيلة٠
كيف تستعد للزواج؟
أولا العمل ثم العمل ، وتطوير نفسك وتنمية قدراتك ، سواء الرجل أو المرأة ، ولابد من الوصول إلى مرحلة الاستقلال المادي بكل ما في الكلمة من معنى ، بحيث تستطيع أن تقتني بيتا بواسطة عملية الادخار ، وليس عن طريق القروض الثقيلة المنهكة ، وفي هذه المرحلة عليك اختيار بيت مناسب لقدراتك المالية مثل السكن الاقتصادي في حال المدخول العادي ، وإن كانت المداخيل جيدة تقتني بيتا معتدلا غير مرهق، ثم تعمل على تأثيثه ، وتنظيمه وتقتني سيارة لأنها ضرورية وليست ترفا ، وعن طريق الادخار بثمن معتدل دون إسراف ، وتعمل على تطوير نفسك في عملك بتكوينات موازية لتخصصك لترفع من مردوديتك ، ولتشعر بالقدرة على تحمل مسؤولية أسرة ، وينصح الخبراء الشباب باستغلال الفرص التكنولوجية المتاحة اليوم لتنمية الدخل والوصول إلى الاستطاعة المادية ٠ فأحوال كثير من الشباب اليوم الذين اقتحموا مؤسسة الزواج بدون استطاعة مادية تخبرنا بواقع مأساوي خاصة إذا لم يتوفروا على تكوينات مهنية أو مساعدات خارجية من الأهل ، لأن مفهوهم للزواج كان خاطئا يعتقدون أن الزواج هو الحل لسائر مشاكلهم وأغفلو أن الزواج مؤسسة وشركة تحتاج إلى رأس المال والأرباح كسائر الشركات والمؤسسات لأن أساسه هو الاستطاعة المالية ٠
تعليقات
إرسال تعليق