لم يعد الطلاق في المجتمع العربي شيئا مخيفا بالنسبة للمرأة ، ولا بالنسبة للرجل فصار اللعب بعبارة الطلاق عاديا كما الزواج ، ولم تعد المرأة ترتعب من سماعها ، وقد كان في القديم طابوها وكابوسا مزعجا ، حتى التلفظ به لم يكن سهلا ، بل كان عيبا ، وكان الرجل يستعمل ورقة الطلاق كسلطة ضد المرأة ليخيفها ويرغمها ويخضعها لأنها تشعر بالضعف من دونه ليس لها ملجأ إلا هو وبيته ، وتخاف من الطلاق الذي يعني لها خراب حياتها ، فهي غير قادرة على تحمل مسؤولية نفسها وأولادها ، هذا كان قديما ، ولازال منه بعض الحالات في البوادي والمدن ٠ لكن الوضع اليوم تغير كثيرا ، بسبب تعلم المرأة وعملها ، فهي اليوم قادرة على تحمل المسؤولية كاملة ، ولكن الرجل العربي لم يستوعب ذلك بعد ٠
لماذا صار الطلاق سهلا؟
الرجل العربي يعيش بعقلية أجداده وهي : النظر إلى المرأة بالنظرة القديمة قبل العصر الحديث وهي أنها آلة لإنجاب الأطفال وخادمة في البيت فقط لاغير ، والمرأة تجاوزت ذلك بسنوات ضوئية ووثقت من نفسها وفهمت حقوقها وعرفت حدود الرجل وقدراته وما يفكر فيه تجاهها لأن في النساء اليوم قاضيات ومحاميات وأستاذات وطبيبات وربان طائرة وربان باخرة ومهندسات وعاملات في المصانع٠٠٠٠٠٠وكلهن واعيات ومثقفات وفاهمات للعالم من حولهن ويعرفن أصناف الرجال : الصادق والكاذب والمحب والمتلاعب والطيب والخبيث٠٠٠٠ وإذا ارتبطت بالزواج فإنها تلاحظ سلوك الزوج تجاهها وتتعامل معه بحسب نوعه وإذا ما أحست بعدم التفاهم معه تخبره بذلك ، وإن تجاوز حده تطلب الانفصال بدون تردد ، وحفاظا على كرامته لايتردد الزوج في التطليق
ولا تندم المرأة اليوم على الانفصال لأنها لاتطيق الاستمرار في علاقة فاشلة حتى ولو كان بينهما أطفال ، بالرغم من وجود بعض الحالات تبقى صابرة على سوء العلاقة ، إلا أنها لاتشعر بالسعادة مطلقا٠ والمشاكل اليوم بين الأزواج هي نفسها مشاكل الماضي بشكل مغاير لكن بنفس الجوهر وهي : محاولة الرجل السيطرة على المرأة لإخضاعها ، والتحكم فيها ماديا ومعنويا ، بل هناك أزواج يفرضون على الزوجات تقديم مداخيلهن وأخذ ما يسمى مصروف الجيب فقط أو يمنعن من ممارسة هواياتهن أو الانخراط في نادي معين أو متابعة دراستهن بدعوى تربية الأولاد والبقاء معهم في البيت٠هذه العقليات متناقضة مع العلم والدين ، وهناك من يدعي أفكارا متطرفة ضد المرأة عن جهل أو عن خبث٠وذلك هو السبب في إدراك المرأة بأن كثيرا من الرجال لازال أمامهم وقت طويل ليغيروا عقلياتهم لتتناسب مع العلم والدين٠
رأي الخبراء في حالات الطلاق السريعة؟
لايمكن إلا أن تتسارع حالات الطلاق بوثيرة سريعة نظرا لعدم التكافؤ في الوعي بين الرجل والمرأة ، فالمرأة لديها وعي كبير بنفسها وحريتها وكرامتها والرجل لازال يعتقد أن المرأة جسد فقط يقوم بوظائف جنسية وإنجابية لا غير وهذا ما سيوقع في التصادم بينهما ، وهذا ما يدفع كثيرا من الرجال إلى البحث عن امرأة صغيرة قليلة العلم والوعي ليستطيع التحكم فيها والتلاعب بها كيف شاء ، وهذا ليس حلا لأن هذه الطفلة الصغيرة ستكبر يوما وستعي يوما بسبب التكنولوجيا والزمن المتغير ٠
تعليقات
إرسال تعليق