كل شخص له قدراته وإمكانيته الخاصة ، ويمكن أن يعرفها كما يمكن أن يجهلها ، بحسب درجة وعيه وثقافته ، و لكنه مطالب بالبحث عنها في نفسه والاشتغال عليها ، بدل أن يراقب الآخرين ويعدد مزاياهم ويعتقد بأنه محروم مما أعطي للناس من نعم ، وهذا ما يحصل لكثير من الناس وخاصة النساء اللواتي يراقبن الآخرين وينسين أنفسهن ٠ ولا يعلمن أن هناك الكثير مما ينشغلن به في ذواتهن ويكتشفن النعم التي تختفي وراء النقم ، وكم من شيء يبدو لك سيئا وهو نعمة في الأصل ، سواء في شكلك أو صفاتك وطبائعك وما تملكينه وفي المحيط ، لذلك لابد من التمييز بين ما هو لك وما هو للآخرين ، وليس هناك فتاة أو امرأة بدون مزايا٠
اكتشفي مزاياك لتثقي بنفسك وتقتنعي بذاتك؟
نبدأ بالشكل والهيئة ، عليك أن تعلمي بأن لا أحد يشبه الآخر في الشكل ولا في الهيئة ، وفي علم الجمال ليس هناك مقاييس محددة ومعايير ثابتة للجمال الشكلي ، جميع الأشكال تتميز عن بعضها بالجمال الخاص بها ، فالقصيرة لها جمالها والطويلة لها جمالها والمتوسطة الطول لها جمالها والسمراء يمكن أن تكون فاتنة والبيضاء يمكن أن تكون بعيدة عن الذوق والعكس صحيح ، بالضبط مثل الفصول الأربعة. هناك من يجد متعة في فصل الشتاء ومن يجدها في فصل الخريف ، ومن يجدها في فصل الصيف أو الربيع وليس كل الناس يحبون الصيف ولا الربيع لأسباب نفسية وفيزيولوجية ، بحيث هناك من يمرض في جو البرودة ومن يمرض في جو الحرارة وهكذا الأذواق والأحكام وفي كل ذلك كل الفصول لابد منها ، كذلك الجمال والطبائع والصفات كل منها له إيجابياته وسلبياته ، فالمرأة الجميلة هي المقتنعة بشكلها وهيئتها ولونها وطبعها ومزاجها. وسط كم هائل من الاختلافات في الأشكال والهيئات ، والمهم الأهم هو الاشتغال على هذا الشكل وإصلاحه وتطوير الهيئة إلى الحالة التي تقتنعين بها وإذا جهلت الطريقة عليك استشارة خبيرة في الجمال داخل صيدلية أو في مركز تجميل أو متخصصة في اللباس لتعرفي كيف تزيدين نفسك جمالا كما أنت ، وليس الشكل وحده كافيا لنقول : امرأة جميلة ، بل لابد من العمل على تثقيف نفسك بالاطلاع والمعرفة العلمية ، والعمل والانتاج ، فنحن لا نريد في مجتمعنا أشكالا وأصناما ودمى متحركة بل نريد نساء قويات بالعلم والجمال ، وهما قيمتان لا تنفصلان في حياة المرأة الجميلة٠
اشتغلي على عيوبك وحوليها إلى مزايا٠
أنت تحتاجين إلى الاشتغال على عيوبك : والعيوب التي نقصدها هي قلة فهمك للعالم والمحيط. وتظهر هذه الآفة في اندفاع كثير من الفتيات والنساء إلى التجميل المفرط والمبالغ فيه حيث تخسرين أكثر مما تربحين ماديا ومعنويا ، وحبذا لو وضعت توازنا بين حب الجمال الذي هو حقك المشروع ، وبين حب العلم الذي سيعلمك كيف تعيشين في العالم والمحيط ، كي لا تسقطي في فخ الجسم وتخدمين الجسم وحده ، وتكرسين النظرة المتخلفة للمرأة : التي تعتبر المرأة جسدا بلا روح فهي ألة للانجاب والجنس فقط لاغير ٠ فأنت مسؤولة عن هذه النظرة إذا كنت تبالغين في عرض الجسد للبيع والشراء والاستغلال ٠ واقتناعك بنفسك وثقتك في ذاتك لن تكون إلا إذا جمعت بين حب الجمال والاشتغال عليه وحب العلم والاشتغال عليه٠
تعليقات
إرسال تعليق