عقلية الرجل العربي لازالت بدائية بالنظر إلى التطور العلمي الذي غير كل شيء؟

 من أهم القضايا المسكوت عنها  في العالم العربي والتي تستحق الكشف عنها  هي عقلية الرجل العربي  : كيف يفكر تجاه العالم والمحيط  ؟ فرغم التطور العلمي  الكبير الذي حصل في العالم  لازالت بنيته الفكرية  قديمة جدا   خاصة الرجل الذي لم يخرج من دائرته  ، ولم يسافر  ولم ير العالم  ولم يطلع على مختلف الثقافات  ، ولم يختلط مع أجناس أخرى  ولكنه بقي في محيطه  منذ أن ولد إلى سن الرشد ، فجمع  في بنيته الذهنية سائر التمثلات  القديمة المتوارثة  عن قبيلته وأجداده  وجمع العادات  السيئة والحسنة دون عرضها لمحك  الفحص  والغربلة والمقارنة ٠

أي عقلية تنتج عن هذا الصنف من الرجال ؟ 

تتكون بنية هذه العقلية البدائية من محاور ثلاثة  :  الجنس والمال  والألاعيب ونقصد هنا بالألاعيب  الطرق الملتوية  لتحقيق الرغبات ،  بحيث يبيح لنفسه جميع الأساليب التي يمكن أن تحقق له ما يصبو إليه ، ويكون أقصى ما يفكر فيه : هو الحصول على المرأة  لتلبية الرغبة الجنسية فقط  وليس شراكة حياة  وسند إنساني يتجاوز  هذه الرغبة ، ولذلك تجده لا يكتفي بزوجته ويلهث وراء  الجنس ويجعله هدفا في حد ذاته ،  ثم المال  يريده بدون عمل وبدون مجهود  وكثير منهم تجده كسولا ومتهاونا  ،  ويبحث عن مصدر سهل للمال إما إرث  أو  زوجة ثرية  أو  شخص ما قريب ينهبه  أو  يطلب قرضا ولا يؤدي أقساطه أو  احتيال أو الاتجار في مواد ممنوعة ٠٠٠٠٠المهم أن المال  بدون مجهود مبدأ من مبادئه ،  وكل ذلك مع المراوغات  والنوايا السلبية  والألاعيب والسلوكات الملتوية  وهو يضمر شيئا ويظهر شيئا آخر ولايستطيع أن يبني له طريقا واضحا ٠ لذلك نجد أنه في غالب الأحيان ليس صادقا مع المحيط ومع نفسه  ولا يستطيع أن يعبر بصدق عن ما يحتاجه أو يفكر فيه تجاه المستقبل أو يعلن عن طموحه  و مشاعره الصادقة تجاه المواقف والأحداث  فهو غالبا كتوم،  وله نيات مبيته  لا يستطيع حتى المقربون منه معرفة نواياه ،  لذلك فهو ذو بنية غير علمية وغير محددة أو واضحة المعالم ٠

يجب على الرجل العربي أن يوسع آفاقه بالعلم والمعرفة ؟

إذا  بقي الرجل العربي منحصرا في  قوقعة دائرته فإنه سيبقى بدائيا  ولن يتغير أبدا  وسيعاني كل المجتمع  من هذه العقلية الفاسدة التي أكل الدهر عليها  ،  فالعلم اليوم توسعت دائرته وأصبح متاحا لكل البشرية  وعلى الرجل العربي الذي لم يخرج قط من بلده أو من ثقافته إلى بلدان أخرى وثقافات أخرى  أن يوسع معرفته بالعالم ويطلع على  الأخلاق والقوانين العالمية والإنسانية ليغير من عقليته البدائية  التي تعرقل تقدم المجتمع العربي٠