هناك من الآباء من يؤمنون بضرب الأطفال ومعاقبتهم بالألم الجسدي ، وقد كانت هذه التربية سائدة في الأزمنة الماضية وعانى منها أجيال بأكملها في العالم العربي، ونتج عنها عاهات وإعاقات وفي بعض الأحيان موت مفاجئ بسبب ضربة على الرأس ، أو على الوجه أو على الظهر ، كما نتج عنها انحرافات شديدة وآلام نفسية وعقد عميقة ، لم تشفى رغم مرور الزمان٠ ولازال الجيل الذي عانى من العنف الجسدي يتذكر المآسي والقهر الذي كان الآباء القساة الطغاة يمارسونه على براءة الأطفال وحولوهم إلى أشخاص معاقين نفسيا وجسديا٠
انتبهوا إلى العنف ضد الأطفال فهو جريمة لاتغتفر٠
يجب على آباء اليوم أن يثقفوا أنفسهم حول التربية ، ويتعلموا كيف يتعاملون مع أطفالهم ، وعليهم أن يعرفوا أن الطفل بريء إلى أن يفسدوه ، فالكبار هم الذين يفسدون الصغار ، بقسوتهم وجرح كلامهم ، وعنفهم وجهلهم ، فيستعملون سوء المعاملة في لحظات الغضب ، فيسبونهم ويشتمونهم ويضربونهم٠٠٠٠ إلا قلة قليلة ، فقد حضرنا للحظات يعنف فيها الأب إبنه الصغير في عمر الخمس سنوات ويضربه بركلات بقدمه لا لسبب إلا لأنه رفض الامتثال لأمره عندما قال له سنذهب وقال الطفل أريد أن ألعب مع الأطفال بعض الوقت وقد كانوا في مقهى خصص للأطفال ألعابا ممتعة ٠ وغضب الأب ولم يجد سوى أن يجر الطفل ويركله ضربا ، وكان منظرا مؤلما ، شعر به كل من رآه ، فعرف المشاهد أن هذا الأب مريض نفسيا ومعاق ذهنيا وهو من ضحايا العنف لما كان صغيرا ، فمارس نفس السلوك مع ابنه ٠
لا تصنعوا جيلا حاقدا وتكرروا مآسي الماضي؟
كثير من ضحايا العنف الجسدي كان مصيرهم الفشل في حياتهم ، وعجزهم عن تقبل العالم والآخرين، بل منهم من تعاطى للمخدرات وفقد عقله ، ومنهم من لا يعول عليه في الحياة ، ومنهم من لازال يعاني من إعاقات جسدية ، لذلك يحذر الخبراء هؤلاء الآباء القساة من ارتكاب جريمة العنف ضد الأطفال لأنهم سيدمرون جيلا ويجعلونهم غير أسوياء وغير قادرين على الحياة الطبيعية٠
تعليقات
إرسال تعليق