الزواج في العالم العربي يتطلب مصاريف كثيرة فوق طاقة أغلب الأسر ، مما يدفع الشباب إلى التراجع عن الزواج والانتظار ، لأن الطقوس مفروضة اجتماعيا وبعضها ضروري شرعا، ونركز هنا على العادات والتقاليد التي تتطلب أموالا إضافية ، مثل الأجواق ومزينات العروس وطقوس العرس ، والهدايا وغيرها ، مما يرهق الأسرتين ، لذلك يتراجع أو يتأخر كل من يرغب في الزواج، لأن هذه المناسبة ليست في الحسبان ولا يستعد لها أحد على المدى الطويل ولا يضع الشاب أو الشابة في نظام حياته أن يوما ما سيكون أسرة ويعد العدة على المدى الطويل ، فالزواج غالبا حدث فجائي٠
لماذا حدث الزواج فجائي ولا يستعد له الشباب على المدى الطويل؟
يقول مثل عربي : زواج ليلة تدبيره عام ، وهو مثل خاطئ لأن تدبير الزواج سنين وليس عاما واحدا ، فالشاب عليه أن يجهز نفسه بالعمل المنتج وبالمعرفة بقواعد الزواج وبمعرفة ما حدده القانون والشرع في هذه العلاقة ، وكيف يكون العرس وماهي مراحله ، ويستعد بقسط من الادخار مخصص للبيت الجديد وتأثيثه ، وإعداد لوازمه ، على قدر المستطاع ثم يحدد ماهي مستلزمات العرس ويختار منها ما هو ضروري وهو المهر أو الصداق ، وهدايا الخطبة ، ودفوع يوم العقد ، ومصاريف الحفل باتفاق مع أسرة العروس في بعض الأمور المشتركة مثل مصاريف يوم الحفل أو يوم عقد القران٠ هذه الأمور كلها ضرورية على قدر المستطاع والاتفاق ، لأن الرضا والاتفاق هما أساس نجاح الزواج ، ويجب بناء هذه العلاقة على المودة والرحمة أولا وعلى الأمور المادية ثانيا، و يجب على الأسرة كاملة بما فيها الأبوين أو أولياء الأمور أن يهتموا بهذا الموضوع منذ بلوغ الأبناء ، وأن يهيئوا أنفسهم لهذه المرحلة باكرا وألا يتركوها للفجأة ويتعبون كثيرا٠
التراجع و الصراع في الزواج سببه العجز المادي٠
ما يفسد الزواج أو يؤخره أو يمنعه هو سوء التدبير في الحياة فكل شاب أو شابة استيقظ يوما ووجد نفسه يرغب في الزواج وهو لا يملك شيئا ولم يضع مصاريف الزواج في الحسبان فمصيره التراجع والتأخر أو العجز ٠وغالبا ما يكون الحل هو الانتظار ، وهذا الانتظار غير كاف للاستعداد لمناسبة ثقيلة كالزواج ، لذلك ينصح الخبراء بالادخار لهذه المرحلة فهي شبيهة بمرحلة الدراسة و اقتناء سكن وشراء سيارة كلها أحداث تحتاج إلى تنظيم وإعداد على المدى الطويل٠
تعليقات
إرسال تعليق