عندما نقول اختيار الزوج بالنسبة للفتاة ، فهو ليس اختيارا بمعنى الاختيار ، بل هو قبول ما وجد أمامها وما أتاحته الفرصة فقط أما الاختيار فيكون من بين فرص متاحة متعددة ومتنوعة وفيها أشخاص متميزين ولها الحرية في اختيار الزوج الذي تحبه وترضاه ، وغالبا ما ليس هذا صحيحا ، فالفتاة في العالم العربي لاتجد فرص الاختيار لذلك نقول عنها تقبل بمن وجد أمامها ويمكن ألا يكون اختيارا أبدا ، والسبب هو عدم وجود رجال أكفاء مستعدين لفتح بيت أسرة وتحمل المسؤولية ، وبأخلاق عالية ، مع الأسف هذا هو الواقع ، ومن قال غير ذلك فهو يخفي الحقيقة أو يخاف منها٠
لماذا لا تجد الفتاة العربية فرص اختيار الزوج؟
الأفكار التي تروج في المجتمع العربي هي: الفتاة يجب أن تدرس وتعمل وتتزوج ، وهي خطوات متتالية ولا يجب أن يفصل بين مرحلة ومرحلة زمن طويل ، علما أن الدراسة تأخذ زمنا طويلا حتى سن الخامسة والعشرين ، والبحث عن العمل يتطلب زمنا أيضا ليس بقصير ، ثم البحث عن زوج مناسب يتطلب زمنا طويلا يمكن أن يدوم أربع سنوات بعد العمل أو أكثر أو أقل بحسب عقلية الفتاة ، وكيفما كان الحال فإن الفتاة غالبا تتعرف على شاب في العمل أو في الدراسةأو خارجهما ، وتنوي الزواج مباشرة ، وتسقط عليه جميع الصفات التي تتمناها في الزوج ، حتى ولو لم يتصف بها ، وهي في هذه العلاقة دائمة البحث عن من هو أفضل منه ، ولكنها لا تجد رغم محاولاتها المتعددة فتقنع بهذا الذي أمامها بالرغم من عيوبه ، وهي في قرارة نفسها غير مقتنعة لكن الظروف المحيطة بها و الواقع الذي تعيشه في مجتمع يقل فيه الرجال بمعنى الكلمة تضطر لقبول ما تجده أمامها كي لا يفوتها قطار الزواج والإنجاب٠
الفتاة العربية لاتختار الزوج بل تضطر إلى قبول من يوجد أمامها٠
فعلا هو شيء بئيس ولكن الواقع الاجتماعي يحكم عليها بذلك ويمكن ألا تحبه إطلاقا ولكنها تحاول ذلك للضرورة ، فنقول قبلت به ولا نقول اختارته ، ومن يتهم الفتاة التي فشلت في زواجها بأنها هي التي اختارته فهو جاهل وليس لديه وعي بالحقيقة ، فالاختيار حرية ، والقبول مقيد وتحت الضغط ، ضغط خفي وضغط ظاهر ، و ليست هناك فتاة اختارت زوجها بكل حرية وبدون ضغوطات ، هي وحدها تعرف أكثر من أي أحد أسباب قبولها لهذا الشخص زوجا ، وتتمنى أن يكون مناسبا ولو نسبيا٠ ، لذلك ينصح الخبراء الفتيات بأخذ الوقت لمعرفة الشخص خاصة الصحة النفسية والعقلية والأخلاق ، هذه العناصر هي الأسس المهمة التي يجب أن تتوفر في الزوج٠
تعليقات
إرسال تعليق