الأطفال لا ينسون طريقة التعامل معهم ، حين يكبرون٠

 كثير من الناس يجهلون أن الأطفال يسجلون في الذاكرة  الأحداث التي أثرت في طفولتهم  مثل القسوة والاهمال والعنف  والحرمان  والضرب  ، والإهانة  وكل موقف استمر طويلا وفيه معاناتهم ،  مثل التمييز بين الإخوة ومدح واحد وذم الآخر   ، أو كلمات جارحة يوجهها الأهل لهم أو تسميتهم بأسماء يكرهونها  ، هذه الأحداث تبقى راسخة في ذاكرة الأطفال  ولا يستطيعون التعبير عنها إلا عندما يكبرون ويصبحون  راشدين ولكن أثرها  يسبب  تحديد ملامح الشخصية الطفولية  بحيث يميل الطفل إلى العنف في حل مشاكله ويميل إلى  الخضوع أحيانا  خوفا من ردات فعل الآخرين العنيفة ، ثم  سيطرة  الحزن على نفسه دون أن يعرف سببه ، فتجدينه  يحزن بسرعة  أو تتلون  له بعض المواقف  بالأسى  يشعر به دون أن يعبر عنه٠

الأحداث  الأليمة التي يتلقاها الطفل تحدد شخصيته٠

شخصية الطفل المستقبلية تحددها الوقائع التي عاشها في طفولته ،  فالصراع داخل العائلة لا يؤثر فيه بشدة   مثل ما يؤثر فيه  طريقة التعامل معه   وخاصة الحرمان والعنف والإهمال  هذه الثلاثة هي أقسى ما يتعرض له الطفل وهي أحداث لا ينساها مهما  مرت السنون  ومهما تغيرت الأمكنة  ، ومهما صادف من الناس   ، فإنه يأتي يوم  فيتذكر الأحداث والفاعلين  وينتقدهم بشدة ويتخذ الموقف المناسب منهم حتى ولو غابوا عنه  بالمسافات أو بالموت ،  وكثير من الأشخاص اليوم بعدما  كبروا وصاروا  مستقلين ماديا ومعنويا  يعيشون  لحظات انتقام  من الأهل الذين تسببوا لهم في المعاناة٠

احرصي على بناء  المحبة والتسامح في أطفالك٠

أجمل شيء هو أن تجد طفلا وراشدا  يحكي عن أهله  أحداثا جميلة  طيبة  ، ويكن لهم الحب والمودة  مثل   قوله :  كنت محبوبا في الأسرة ،  كانت أمي  تصنع لي حلوى  أحبها ،  كان أبي يعطف علي  كنت أساعد أمي   برغبة مني ،  كانت غرفتي نظيفة دائما ، كنا نسافر ونرفه  في كل العطل٠٠٠٠،  مثل هذه الذكريات البسيطة  تجعل الطفل والراشد  يحب طفولته  ولا يذكر إلا الجميل منها٠