شعور التشاؤم صفة ملازمة لكثير من الناس ونفس الشيء لشعور التفاؤل فهو أيضا صفة ملازمة لكثير من الناس فهل هناك فرق بين شخصية المتشائم وشخصية المتفائل ؟ يحلل علماء النفس صفة التشاؤم بقولهم : هي شعور ثابت في النفس وليس عارضا يتوقع الشر في كل شيء ويضع احتمال السوء في كل شيء ولا يتوقع الخير في شيء ويعبر صاحب النفس المتشائمة عن هذا الشعور بالخوف والشكوى واليأس ولو في لحظات الفرح ويرى سعادة الآخرين أمرا مصطنعا غير حقيقي وسينتهي بالشر ، وهذا الشعور من أخطر المشاعر التي تؤدي إلى الأمراض النفسية وخاصة الاكتئاب ، ويتساءل كثير من الناس عن سبب وجود هذا الشعور في النفس ، وهو شعور لا علاقة له بالفقر والغنى على الإطلاق كما يعتقد بعض الناس لأن كثيرا من الفقراء متفائلون وكثير من الأغنياء متشائمون ٠
هل النفس أصلا متفائلة أم متشائمة ؟
التفاؤل هو شعور ثابت في الشخصية المتفائلة وهو توقع الخير في سائر الأمور حتى في الحالات الحرجة يكون الشعور إيجابيا حتى في الموت و الأزمات بحيث تمر هذه اللحظات الحرجة على أنها أمر طبيعي تشتمل عليه الحياة وكما يوجد الخير يوجد الشر ولكل موقف وزنه وقيمته ٠ ويتساءل الكثير هل النفس في أصلها متشائمة أم متفائلة ؟ والإجابة نأخذها من علماء النفس يؤكدون أن ليس هناك من يولد متشائما ولا متفائلا ولكن البيئة والتربية والثقافة والعلاقات هي التي تصنع الشخصية المتفائلة والشخصية المتشائمة بمعنى أنهما صفتان مكتسبتان فالأسرة والبيئة والثقافة هي العوامل الكبرى لصنع التفاؤل والتشاؤم٠
التربية والبيئة تصنعان التشاؤم والتفاؤل٠
عندما ينتشر في البيئة الأفكار العنيفة مثل التحقير والترهيب والتخويف في كل المواقف والاتهامات بالضعف والعجز وبأن الطفل لا يستطيع والمراهق مريض والراشد منحرف والذي يرتكب الأخطاء لن يصلح لشيء والفقير مرفوض وتنعدم الحرية والكرامة ويغلب احتقار القدرات والجو كئيب والشمس حارقة والضباب حزن والناس أشرار وليس في الدنيا خير والماضي كان أجمل ٠٠٠ وغير ذلك من توقع الشر في كل شيء هذه البيئة تصنع الشخصيات المتشائمة بامتياز. ولا يمكن أن تتحول هذه الشخصية إلى شخصية متفائلة لأنها يجب أن تولد في بيئة أخرى غير البيئة التي ولدت ونشأت فيها٠ أما البيئة التي تمنح الأطفال قدرا من الحرية ليكتشفوا ويعرفوا ويشعروا بطريقتهم وبحريتهم ويحكموا على العالم بمعرفتهم الحرة ويهيؤون للأطفال جوا من المحبة والحنان والتسامح وقبول العالم كما هو بخيره وشره وأن بعد العسر يسرا فإنهم يصنعون شخصيات سوية متفائلة لا تتوقع الشر في كل شيء ٠ وتعلم أن الشر هو الذي يعلمنا الخير ويدفعنا إليه٠
***********************
***********************
تعليقات
إرسال تعليق