كثير من الناس يرفضون التجمع العائلي ويعتبرونه سببا في مشاكل لا حصر لها ، مثل الصراع حول الزعامة وحول المال وحول الصحة وغير ذلك من الصراعات العائلية ، وبالمقابل هناك من الناس من لا يستطيع العيش بدون زيارات عائلية وتجمع عائلي في كل مناسبة وبغير مناسبة ولكن ماهي الأسباب التي تجعل الكثيرين يحبون التجمع العائلي ؟ ولماذا البعض لا يرغبون في التجمع العائلي ؟ يفسر علماء النفس والاجتماع هذه الأسباب التي تدفع إلى الرغبة في التجمع العائلي بأنها مبنية على أساسين الأول : هو المصلحة المادية والثاني هو نوعية المعاملة التي يعامل بها الوالدان أبناؤهما ، فالمصلحة المادية تكون حاضرة عندما يستفيد الأفراد ماديا من أغنياء العائلة ويكون كل تجمع يوفر المنفعة المادية لكل فرد من العائلة منها الطعام والخدمات والمصالح ويكون أغنياء العائلة كرماء لا يبخلون على الأفراد المحتاجين منهم إلى مصلحة معينة فيكون التجمع العائلي حلا لكثير من الحاجيات٠ ثم نوعية التربية التي تلقاها الأفراد من أبويهم بصفتهما السبب الرئيسي للتجمع العائلي ، فإن كان الوالدان قانعان ولا يكلفان أبناءهما ما لا يطيقون وعلاقتهم مليئة بالود والقناعة يفرح الأبناء والأحفاد والأهل كلهم بالتجمع العائلي يستريحون في جو من الهدوء النفسي والقناعة المادية والمعنوية ٠
أسباب الهروب من التجمعات العائلية ؟
أما أسباب النفور من التجمع العائلي يلخصها الخبراء في علم الاجتماع في سببين : الفقر وضيق ذات اليد عند أغلب أفراد العائلة الكبيرة والسبب الثاني سوء الطباع والمعاملة السيئة التي نشأ عليها الوالدان والأبناء ، فالفقر والحاجة تبعد أفراد العائلة عن بعضهم وكل واحد يعلم أنه لن يستفيد من هذا التجمع سوى الشكوى والاتهام كما يعلم أن حضوره سيكلفه مجهودا ماديا لا يستطيعه وسيخسر ماديا أكثر ما يستفيد لذلك يفضل الغياب والهروب ، أما الطباع السيئة فهي أيضا عامل أساسي في الهروب من التجمع العائلي بحيث يكون الوالدان في قفص الاتهام لأنهم ربوا أبناءهم على العنف وبالعنف والتنابز بالألقاب والنميمة والاستغلال حتى ولو كان بينهم أغنياء والبعض فقراء فهم يفتقدون روح التعاون والتسامح بسبب ما نشأوا عليه من تمييز عنصري وأفضلية الغني على الفقير وتحقير للذي لا يعطي شيئا وتعظيم الذي يكون أكثر سخاء وبالتالي يفضل كل فرد أن يغيب عن التجمع العائلي هروبا من الصراع والإهانةوالتمييز العنصري٠
مسؤولية الآباء كبيرة في جمع شتات الأسرة ولم شملها حتى بعد مماتهم٠
يؤكد الخبراء في علم الاجتماع أن مسؤولية الأبوين في التجمع العائلي كبيرة جدا بحيث هم وحدهم من يصنعون المودة بين أبنائهم وأهلهم ويزرعون الرغبة في التجمع العائلي بنسبة كبيرة عندما يتعاملون مع أبنائهم بمودة واحترام وحرية ولا يميزون بينهم في الكلام وفي العطاء وفي الاهتمام ، فالأبناء مهما كان عددهم يشعرون بمواقف الوالدين تجاههم وكل واحد منهم يعرف مكانته في الأسرة وأخطر ما يهدد تماسك الأسرة هو التمييز بين الأبناء فيكون واحد أفضل من الآخر وتعطى له الأهمية لأنه غني أو لسبب آخر ، ويزرع بعض الآباء في نفوس أبنائهم الشعور بالنقص عن طريق الكلام والاتهام وبأنهم لم يفعلوا كذا ولم يستطيعوا كذا وليست لهم القدرة على فعل كذا والأبناء يسمعون هذا الخطاب يوميا حتى تتكون لديهم فكرة أنهم غير مرغوب فيهم فيهربون ويكرهون التجمع العائلي الذي لن يأخذوا منه سوى القلق والإهانة٠ لذلك يحذر الخبرأء جميع الآباء من زرع الرغبة في التشتت العائلي عن قصد أو عن غير قصد. ثم إلقاء اللوم على الأبناء حين يهربون من التجمع العائلي٠
تعليقات
إرسال تعليق