مواجهة الأحداث اليومية ومواجهة الآخرين في المصالح والمنافع أمر تتطلبه الحياة بل وتجبرنا على القيام به لتحقيق المنافع المشتركة ، ويسمى هذا الأمر القدرة والكفاءة في الإنجاز ، ولكن كثيرا من الناس لا يستطيعون مواجهة الأحداث والمواقف لوحدهم ، أو يعجزون عن إبداء رأري في موضوع أو حدث أو يواجهون مشكلة معينة بحلول ناجعة ، ويفسر علماء الاجتماع وعلماء النفس هذه الحالة بأنها ضعف الشخصية، وهي حالة ناتجة عن الخوف والتردد و الشعور بالنقص تجاه العالم والآخرين ، ومن خصائص هذا النوع من الشخصيات أنهم ينظرون إلى العالم نظرة خوف وتوجس و يعتبرونه عالم الشر ويفقدون الثقة في أنفسهم وفي كل شيء ، لذلك يجدون صعوبة في مواجهته لأن شخصياتهم لم تتسلح بمقومات المواجهة ، وهنا يركز هؤلاء الخبراء على مقومات المواجهة الإيجابية للأحداث والوقائع والمشكلات٠
ماهي مقومات مواجهة أحداث الحياة ؟
يؤكد الخبراء في هذا المجال على اكتساب القدرات التي تمكن من مواجهة الأحداث، وهي : التعلم واكتساب المعرفة منذ الصغر وعدم التوقف عن التعلم حتى مستويات عالية سواء في المدارس والمعاهد أو في مراكز التكوين ، فاكتساب المعرفة هو الأساس الأول الذي يجعل العقل يتدرب على حل المشكلات وبدون المعرفة والتعلم لايمكن للعقل مجابهة الأحداث ، كما أن التداريب في كل الميادين مهما كان نوعها تكسب العقل خبرة ومرونة في التعامل مع سائر المواقف ، لذلك تجد الأشخاص الذين تلقوا تعليما محدودا أو ابتدائيا فقط لا يستطيعون مجابهة أحداث الحياة ويعجزون عند أول وأبسط مشكلة تواجههم ثم يتحدث الخبراء عن عنصر التربية بالعنف ،فهي أيضا سبب في ضعف الشخصية، وينتج عن العنف احتقار الذات و غياب الثقة بالنفس، فكل طفل عاش العنف اللفظي والعنف البدني والتخلي المعنوي يتحول إلى شخصية ضعيفة مهزوزة يعجز عن مواجهة العالم والآخرين والأحداث ٠
يحذر الخبراء في علم النفس من الإفراط في تدليل الطفل٠
ينبه الخبراء إلى عنصر آخر من أسباب ضعف الشخصية وهو تدليل الطفل بإفراط حين تلبى كل طلباته دون تردد ولم يشعر أبدا بصعوبة الحصول على ما يرغب به، فيعتقد أن جميع الأشياء التي يحتاجها أو لا يحتاجها بإمكانه الحصول عليها بدون تعب ، وعندما تسند إليه مسؤولية فيما بعد يشعر بالعجز عن القيام بها لأن القدرة على الإنجاز لا يتوفر عليها ولم يتعلم أن الجهد العقلي والعصبي والنفسي هي عناصر مهمة لإنجاز المهام و تحقيق الكفاءة كما لم يتعلم أن الحرمان من الشيء المرغوب هو شعور إجابي يدفعنا إلى العمل والجهد للحصول على ما نطمح إليه ، فالشخص الذي اكتسب المعرفة و تلقى تربية متوازنة و مارس عملا فكريا أو بدنيا يؤكد الخبراء بأنه مستعد لمواجهة الأحداث والآخرين بمهارة ونجاح ٠
تعليقات
إرسال تعليق