كثيرا ما لا يتساءل الزوجان عن حالة التواصل بينهما داخل البيت، ولا يبحثان في هذا الموضوع وغالبا ما يفهم الطرفان التواصل بأنه الكلام حول الحاجيات اليومية وحاجيات الأطفال وتبقى العلاقة مادية محضة حتى في العلاقة الزوجية فهي تدخل في الواجب فقط ، هكذا يفهم كثير من الأزواج التواصل في أقصى حالات نجاحه ، أما إن أصيب الجانب المادي بالنقص أو دخل الفقر إلى البيت فإن التواصل تنقطع حباله، ويسود بدله الصمت والغموض وربما المقاطعة ، والسبب هو مفهوم التواصل الذي تلقاه كل من الزوجين في الثقافة الاجتماعية ، ولم يعرف أحدهما أو كلاهما أي مفهوم للتواصل غير التواصل المادي، ويفسر علماء النفس هذه الظاهرة بأنها ثقافة اجتماعية موروثة من جيل تقليدي إلى جيل تقليدي والنتيجة هي الصمت السائد حين تستقر مشاعر التمرد والغضب التي لا يستطيع الطرفان التعبير عنها ٠
التواصل الجيد يحتاج إلى المعرفة بقواعده
لايمكن تحقيق التواصل الجيد بدون معرفة قواعده ومع الأسف لا يتعلم الأزواج هذه القواعد فهي مرتبطة بالعلم ولا تعرف بدونه، ويؤكد الخبراء على الذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي فهما أساس هذا العلم، بحيث يتعلم كل طرف كيف يفهم احتياجات الطرف الثاني العاطفية والاجتماعية وهي لا دخل لها بالمستوى المادي، فالزوجة تحتاج إلى أن تسمع كلمة شكر وكلمة تشجيع وكلمة اعتراف بالمجهود الذي تبذله ، وتحتاج إلى الترفيه العائلي وتحتاج إلى فترة من الراحة خلال اليوم خاصة في المساء ويجب على الزوج أن يعرف ذلك ليتم التواصل الحقيقي كما غليه أن يعرف أن هناك أشياء تحتفظ بها الزوجة لنفسها ولا تريد البوح بها ، وعليه احترامها وكذلك الزوج له حاجات عاطفية واجتماعية مثل مراعاة مزاجه ومراعاة الزمن الذي يكون فيه مجهدا و مراعاة نظره فهو يحتاج أن يرى أنثى ولكن عاقلة ، كما تحتاج الزوجة أن ترى إنسانا نظيفا وله من صفات الرجولة ما يؤهله أن يكون مسؤولا عما وكل إليه من أعمال، بمعنى كل ما على الزوج هو إتقان فن التواصل العاطفي والاجتماعي والزوجة كذلك٠
احرصي على التواصل العاطفي أثناء التواصل المادي
إن أكثر ما يدمر العلاقات بصفة عامة هو التواصل المادي المحض، الذي يمنع من التواصل العاطفي وهذه كارثة يسببها الذكور قبل الإناث فهم يبحثون عن الجانب المادي دائما في أية علاقة تجمعهم بالإناث ، فالزوج يبحث عن الجسم الجميل والطعام الذيذ والمظاهر الخادعة والمال والجماع ، والمرأة تذهب ضحية هذا المنطق المادي بينما هي تبحث عن الذكاء العاطفي والاجتماعي وعن المشاعر الدافئة وعن قيمة التعاون والمشاركة و الا عتراف ، فتصطدم بعقلية الزوج المادي الذي لا يؤمن إلا بكل ما هو حسي ٠
تعليقات
إرسال تعليق